الدعاء له آداب ولعلنا نستعرض بعضاً من آداب الدعاء وهي :-
❶- استقبال القبلة اذا تيسر عَنْ عبدالله ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الكَعْبَةَ، فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ .. رواه البخاري>
❷- الحمد والثناء على الله بما هو أهله عن فَضالةُ بنُ عُبيدٍ رضِيَ اللهُ عَنه: بَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قاعدٌ إذ دخلَ رجلٌ فصلَّى فقالَ : اللَّهمَّ اغفِر لي وارحَمني ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ :عَجِلتَ أيُّها المصلِّي ، إذا صلَّيتَ فقعَدتَ فاحْمَدِ اللَّهَ بما هوَ أَهْلُهُ ، وصلِّ عليَّ ثمَّ ادعُهُ . قالَ : ثمَّ صلَّى رجلٌ آخرُ بعدَ ذلِكَ فحمِدَ اللَّهَ وصلَّى على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ( أيُّها المصلِّي ادعُ تُجَبْ ) . رواه الترمذي >
❸- الصلاة على النبي ﷺ قبل الدعاء وفي وسطه وفي آخره عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: (( كلُّ دُعاءٍ محجوب حتَّى يُصلَّى على محمد – صلى الله عليه وسلم – وآل محمد)) وهو من أقوى الأسباب التي يرجى بها إجابة سائر الدعاء. ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ﷲ.
❹- الدعاء بقلب حاضر موقن بالإجابة ، وأن يقين القلب من أعظم أسباب الاستجابة، وأن غفلة القلب من موانع الاستجابة، فيقين القلب عند الدعاء يدل على الثقة في وعد الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:( واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) رواه الترمذي>
❍ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه ( أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني ) رواه مسلم
❺- الدعاء بالمأثور وبجوامع الدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا يختار من الدعاء أجمعه، فيختار كلمات جامعة عامة ويختار كذلك دعاء قليل اللفظ كثير المعنى، عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك ) رواه أبو داود وهذا ليس عاما في كل الأحوال
❻- العزم في المسألة فالمؤمن إذا دعا ربه يعزم ولا يتردد، فإن جوده عظيم، وهو الغني الحميد، فلا أحد يكره الله على شيء حتى يقال إن شئت، وليس بعاجز حتى يقال: إن شئت،. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «لَا يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، ارْزُقْنِى إِنْ شِئْتَ، وَلْيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، لَا مُكْرِهَ لَهُ» رواه البخاري ، مسلم>
❼- الالحاح في الدعاء عن أنس – رضي الله عنه يرفعه ( ألظُّوا بياذا الجلالِ والإكرام )
❽- الدعاء في حالة الصحة والفراغ والرخاء قال تعالى عن يونس عليه السلام { فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
❍ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم: ( مَنْ سرَّهُ أن يستجيب اللهُ له في الشدائد والكُرَبِ، فَلْيُكْثِرِ الدعاء في الرخاء).
❾- رفع الأيدي في الأماكن الوارد فيها الرفع ،مع عدم المبالغة في الرفع يدلّ عليها أحاديث صحيحة كثيرة، عن سلمان الفارسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ ) أخرجه الترمذي وأبو داود وأفرد لها الإمام البخاري كتاباً أسماه جزء رفع اليدين
❿- البعد عن السجع والتلحين والتطريب ولا دليل على صفة التغني والتلحين فكيف نتعبد الله بما لم يشرع لنا ، ولو كان خيراً لسبقونا إليه ونقل إلينا . قال ابن عباس – رضي الله عنهما – في وصيته لمولاه عكرمة – رحمه الله – قال: (… فانظر السجعَ من الدعاءِ فاجتنبه، فإني عهدتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابَه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب )
❶ خفض الصوت اللَّه تعالى: { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
❒ قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في إخفاءِ الدعاءِ فوائدُ عديدةٌ :
◄ أحدُها : أنّه أعظمُ إيمانًا، لأنّ صاحبَه يعلمُ أنّ اللهَ تعالى يسمعُ دعاءَه الخفي.
◄ ثانيها : أنّه أعظمُ في الأدبِ والتعظيمِ، فإذا كان اللهُ يسمع الدعاء الخفي، فلا يليقُ بالأدب بين يديّه إلا خفضَ الصوت به.
◄ ثالثُها : أنّه أبلغُ في التضرع، والخشوع الذي هو روحُ الدعاء، ولبُه، ومقصودُه.
◄ رابعُها : أنّه أبلغُ في الإخلاص.
◄ خامسُها : يدل على قربِ صاحبِه من الله، وأنه لاقترابه منه، وشدةِ حضوره يسألُه مسألةَ أقربَ شيءٍ إليه، فيسأله مسألةَ مناجاةٍ للقريب، لا مسألةَ نداءِ البعيد للبعيد.
◄ سادسها : إنّ أعظمَ النعم الإقبالُ على الله، والتعبدُ له، والانقطاعُ إليه، ولكل نعمةٍ حاسدٌ على قدرها، ولا نعمةَ أعظمَ من هذه النعمة، فأنفسُ الحاسدين متعلقةٌ بها، وليس للمحسودِ أسلمَ من إخفاءِ نعمته عن الحاسد.
◄ سابعها : أنّ الدعاءَ هو ذكرٌ للمدعو سبحانه، متضمنٌ للطلبِ منه، والثناءِ عليه بأسمائه، وأوصافه، فهو ذكرٌ وزيادةٌ، كما أنّ الذكرَ سُمي دعاءً لتضمنه الطلبَ، كما قال صلى الله عليه وسلم: “أفضلُ الدعاءِ: الحمدُ لله”.
[بدائع الفوائد (3 /6)].
مسح الوجه باليدين بعد الدعاء الأمر فيه واسع فلا ينكر على من مسح وجهه، ولا على من لم يمسح وجهه .
نسأل الله أن يتقبل منا الدعاء وان يغفر الذنب وأن يتوب علينا وصلى الله وسلم على نبينا محمد