استطاعت المراءة السعودية عامة ، والمكية خاصة أن تثبت جدارتها في خدمة حجاج بيت الله الحرام في أكثر من مجال ، فرأينا الطبيبة والممرضة ، والمرشدة والموجهة وغيرهن ، وهن يقمن بخدمة ضيوف الرحمن كل منهن في مجالها ، ناقلات صورة جيدة عن المرأة السعودية ودورها في خدمة ضيوف الرحمن .
وإضافة إلى ما قامت وتقوم به المرأة فهناك نساء كن يقمن بإعداد وجبات الطعام للحجاج أثناء قدومهم ، حيث كانت زوجة المطوف تعمل مع بناتها لإعداد هذه الوجبات .
وكانت هناك مطوفات معروفات في زمن الطوافة الفردية منهن السيدات لطفية معزوزة ، وبنت الكباريتي ، وبنت الصعيدي وغيرهن ـ رحمهن الله ـ .
ومع بروز نظام مؤسسات الطوافة عام 1402 هــ ، لم تحصل المرأة على فرصة المشاركة في خدمة الحجاج إلا بعد أن طرحت الدكتور وفاء مندر من مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا ، فكرة تشكيل اللجان النسائية بمؤسسات الطوافة ، عملت على تعيين مطوفتين بمستشفى النساء والولادة بموقعها السابق في جرول ، ففتحت بذلك المجال امام المطوفات وبنات المطوفين للعمل بالمؤسسات .
وتعتبر السيدة لطفية جمل الليل أو امرأة تتولى مركزا قياديا بمؤسسات الطوافة من خلال رئاستها للجنة النسائية بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا ، وجاءت الدكتورة وفاء عبدالعزيز محضر ، لتكون أول مطوفة تتولى منصبا إداريا بتعيينها مستشارة لرئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ، ودخلت الأستاذة لينا خشيم كأول امرأة تتولى رئاسة قسم نسائي يعمل على مدار العام بمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ، وأصبحت الدكتورة نجود حيدر جمل الليل ، والأستاذة هنادي رمضاني أول سيدتان تعينان بعضوية مجلس إدارة مؤسسة طوافة ، وهي مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا ، وتعتبر السيدة فاطمة صحرة من مؤسسة مطوفي حجاج إيران ، أول مطوفة طالبت بحضور المطوفات لاجتماعات الجمعية العمومية .
ومع تحول مؤسسات الطوافة إلى نظام الشركات ، ازداد دور المرأة العملي ، واستطاعت بعطائها وجدها واجتهادها ان تثبت جدارتها من خلال توليها للعديد من المناصب القيادية ، فنالت إيمان عبدالقادر مسكي خلال موسم حج العام الماضي لقب أول امرأة ترأس مركز خدمة ميدانية ، لتأتي في موسم حج هذا العام رباب عباس مطر وتدخل قائمة الأوائل كأول رئيسة لمركز خدمة ميدانية بشركة إثراء الخير لخدمات الحجاج ، (إحدى شركات مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية”) ، سائرة على نهج من سبقها من سيدات وفتيات عملن في مجال خدمات الحجاج بشكل مباشر ، واستطعن اثبات جدارتهن فيما كلفن به من أعمال .
والقارئ لسير من حصلن على الريادة الأولى في أعمال الحج من السيدات يجد أنهن نلن اللقب بجد واجتهاد دون شفاعة من قريب ، وها نحن نرى اليوم رباب مطر الحاصلة على البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جامعة أم القرى، والماجستير في الموارد البشرية، والتي تحفل مسيرتها العملية بالعمل في عدة مجالات منها المجال المالي والإداري ، تؤكد على أن دور المرأة لا يختلف عن الرجل ، وأن الخبرات العملية التي اكتسبتها من خلال عملها بالضيافة والسياحة مكنها بأن تكون رائدة من الرواد الأوائل ، ووصولها لمثل هذا المركز ، ونجاحها وتألقها سيفتح المجال أمام العديد من الفتيات والسيدات لتولي مراكز قيادية ورئاسة المراكز في الأعوام القادمة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*صحفي متخصص في الحج والعمرة ، مطوف
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com