مع رحيل ضيوف الرحمن الذين يزورون المشاعر المقدسة كل عام مرة واحدة، عادت الأماكن المقدسة إلى هدوئها المعتاد. ملايين الحجاج الذين بلغ عددهم مليون و800 ألف، غادروا عرفات والمزدلفة، تاركين خلفهم آثار العبادة وذكريات الخشوع وصدى الآيات والتلاوات والأمنيات.
بثت قناة الإخبارية مقطع فيديو يوضح أماكن الحجاج الذين رحلوا، وتركوا أرواحهم وخلجاتهم على أرض الغفران وسماء الرحمات في كل زاوية من زوايا المشاعر المقدسة. كانت هذه الأماكن شاهدة على موطئ أقدامهم، عبورهم ووقوفهم، ثم مواصلة سيرهم، يقودهم الإيمان وطلب القبول من الله، دون تفرقة بين رجل وامرأة، أو حسب العمر والجنس والجنسية والعرق واللون. في هذه البقاع، تختفي كل معايير الدنيا.
بعد أيام معلومات قضوها بين جبال مكة وسهولها، عاد الحجاج إلى شتى دول العالم، تاركين وراءهم مشاعر خالية، يظهر فيها الحجر والشجر والجبل والممرات والمخيمات والجمرات، وتبقى المعالم تروي للعالم قصص الحنين والشوق، وإن كانت صماء لا تتحدث.