تابعت سيل الأسى والحزن وكمية التعازي في وفاة رائدة مصر الفقيدة الدكتورة سلوى محمود التي وافتها المنية في أيام عيد الأضحى المبارك ، فتذكرتها بدعوة قلبية في الأراضي المقدسة، لأني تيقنت أنها كانت على سيرة حسنة – أحسبها كذلك والله حسيبها – لأن الناس شهود الله في أرضه.
وزاد يقيني بأن الكشافة ليست مجرد نشاط ترفيهي أو رياضي، بل هي حركة تعليمية تزرع القيم الإنسانية والمبادئ السامية في نفوس منتسبيها. من أهم ما يميز الوسط الكشفي هو الحميمة والعلاقة الجيدة بين أفراده. أسس بناء الحميمة في الوسط الكشفي تقوم على الأنشطة الجماعية التي تشكل الأساس الذي يبني عليه أفراد الكشافة بجميع مراحلهم علاقاتهم. سواء كانت مخيمات، رحلات، أو فعاليات رياضية، فإن هذه الأنشطة تتيح لأعضاء الفريق التعاون والتواصل والتعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل، مما يضفي على مجموعاتهم التعاون والمساعدة المتبادلة.
هذا ما يتعلمه الكشافة منذ صغرهم عن أهمية التعاون والعمل الجماعي، مما يعزز من روح الفريق ويشجع على بناء علاقات مبنية على الثقة والاحترام المتبادل. إضافة إلى التعليم القائم على القيم، حيث تركز الكشافة على تعليم القيم الأخلاقية مثل الصدق، الأمانة، والمساعدة. هذه القيم تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز العلاقات الجيدة بين الأفراد، حيث يشعر الجميع بأنهم جزء من مجتمع يدعم ويؤازر بعضه البعض.
فلاش
خلاصة القول أن الأنشطة والبرامج والتعامل بين منتسبي الكشافة وفرت لهم بيئة داعمة يشعر فيها الأعضاء بالانتماء والتقدير. تعمل العلاقات الجيدة على توفير بيئة ملائمة لتطوير مهاراتهم، فعندما يشعر الأعضاء بالاحترام والتقدير، يكونون أكثر استعدادًا لتحمل المسؤوليات، بما في ذلك تعزيز علاقاتهم مع بعضهم البعض. وقد تجسد ذلك جليًا في مشاعر الحزن والأسى على رحيل الأخت الراحلة الدكتورة سلوى محمود.
ومن المهم أن نعلم أن الحميمة والعلاقة الجيدة بين أفراد الكشافة في جميع مراحلها ليست مجرد عناصر تكميلية، بل هي جوهرية لنجاح الحركة الكشفية في تحقيق أهدافها التعليمية والتربوية. لقد أسهمت هذه العلاقة في نجاح الوسط الكشفي في بناء مجتمع صغير مثالي يقدم نموذجًا يحتذى به في العلاقات الإنسانية. قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وكما قال الصادق الأمين: "مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". هذا ما يؤكده سيل الأسى والحزن من الوسط الكشفي قاطبة على رحيل "الدكتورة" ، لأننا فقدنا عضوًا في مجتمعنا المتحاب، فتداعى الجميع بالحزن والأسى على فقدها. هذا علمي وسلامتكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس التحرير ، رئاد كشفي