تمر علينا عبارة " مِنْ لَا يَشْكُرُ اَلنَّاسُ لَا يَشْكُرُ اَللَّهُ " دون أن نتوقف عندها كثيرا، رغم أنها حديث عن سيد البشر، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذه العبارة تؤكد أن من لم يكن من طبيعته وخلقه شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه، فإنه لا يكون شاكرا لله هذا بسبب سوء تصرفه وجفائه، حيث يميل إلى عدم الشكر لله في مثل هذه الحالات...
في أي منظمة، يعتبر شكر السلف والإشادة بمساهماتهم جزءا أساسيًا من ثقافة العمل الصحيحة والبناءة، و "السلف" هم الأفراد الذين سبقوا القادة "الخلف" الحاليين في العمل وقدموا جهودهم ووقتهم لبناء وتطوير "الجمعية" وإن الاعتراف بجهودهم وتقديم الشكر لهم يعزز روح التعاون والتقدير بين الأفراد ويشجع على الاستمرارية في تقديم الأفضل...
بعد هذا الاستهلال القصير، أود أن أعرض مطلبًا على القائمين على جمعية الكشافة العربية السعودية بأن يجعلوا "تكريم السلف" ديدنا وتقليدا يسار عليه أطالب القائمين على الجمعية، بقيادة ربانها الحالي الفاضل الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المديرس، وبإشراف مباشر من رئيس الجمعية معالي الأستاذ يوسف بن عبد الله البنيان، بإقامة احتفالية "شكر" لقادة العمل خلال مدة عقدين ونيف من الزمن، بقيادة الربان السلف الأستاذ الدكتور عبد الله بن سليمان الفهد، ومساعديه ومعاونيه، وأعضاء مجلس الإدارة وجهاز تنفيذي والذين أبلوا بلاء حسنا وقدموا جهدا كبيرا يظل في الذاكرة الكشفية. لن ينسى لهم التاريخ ذلك الجهد الخارق الذي نقل أنشطة وبرامج جمعية الكشافة العربية السعودية نقلة نوعية، وأخذت مكانها إقليميا وعالميا...
وشكر السلف - يا سادة يا كرام - ليس مجرد إجراء "بروتوكولي" ، بل له فوائد عديدة تؤثر بشكل مباشر وإيجابي على بيئة العمل والثقافة التنظيمية، ويعزز الروح المعنوية، حيث يشعر "الخلف" أن جهودهم لن تذهب سدى وسيتم تقديرها في المستقبل ، ففي التكريم اعتراف بمهارات "السلف" وخبراتهم التي أسهمت في تطوير المنظمة، مما يشجعهم على نقل هذه الخبرات إلى الأجيال الجديدة. هذا بالطبع جزء من بناء ثقافة الاعتراف داخل المنظمة، مما يزيد من الولاء والانتماء ويحفز الجميع على العمل بجد وإخلاص.
ومن المهم أن يكون الشكر صادقًا وملموسًا، حيث يمكن لحفل تكريم للسلف الذين قدموا إسهامات مميزة أن يكون له أثر كبير
فلاش:
إن المطالبة بشكر "السلف" في أي منظمة، وخاصة في جمعية الكشافة العربية السعودية، هي دعوة لتعزيز قيم الاحترام والتقدير والاعتراف بالجهود المبذولة. وهذا يتماشى مع "قانون الكشافة" وبنوده العشرة ، ومن خلال تكريم السلف والإشادة بإسهاماتهم، نبني جسورًا من التواصل والتعاون بين الأجيال المختلفة، مما يضمن استمرارية النجاح والتقدم في المنظمة.
إن شكر السلف ليس مجرد واجب أخلاقي ووفائي ، بل هو استثمار في مستقبل المنظمة وأفرادها ، ومقصدي من حديثي مقترح ومطلب شخصي ليس من خلفه أي مصلحة شخصية أو اهداف مبطنة ، لأنني لم أكن عضوا لمجلسنا السابق أو حتى تنفيذيا ولكني واحدا من عشرات من من استفادوا من برامج الجمعية وجهود القائمين عليها لقرابة نصف قرن من الزمان ، هذا علمي وسلامتكم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس التحرير ، قائد ورائد كشفي
التعليقات 1
1 pings
أحمد السعيــــد
24/06/2024 في 6:06 م[3] رابط التعليق
وإن كان الحديث موجها لقادة ومسئولى جمعية الكشافة العربية السعودية إلا أنها قد تنسحب أيضا على كل من يمارس نشاط الكشافة فى أنحاء وطننا العربى الكبير وهى دعوة فيها تكريم وشكر لرواد العمل الكشفى العربى
وفقكم الله 💌