كثيراً ما نسمع عن رجال ناجحين في إدارة أعمالهم ومخفقين في إدارة بيوتهم
فأين تكمن المشكلة؟: في الحقيقة أرى أن هذه المسألة التي يعاني منها الكثير من الناس كانت تثير فضولي لمعرفة السبب الذي يقف خلف هذه الإشكالية، وبعد أن أمعنت النظر مراراً وتكراراً وجدت أن المسألة تحتاج للبحث عن نماذج موضوعية قابلة للمقارنة والتطبيق، وسرعان ما تبادر إلى ذهني بالنظر إلى عموم المنظمات الناجحة؛ فكان من الملاحظ أنها قائمة على أنظمة وأساليب علمية وعملية مُحكمة، هذا الأمر الذي ساعد على تحقيق النجاح وتحقيق الكفاءة العالية، بمعنى أن النجاح لا يأتي من فراغ إنما يأتي من جودة إدارة وجودة إرادة.
تصوّر معي عزيزي القارئ لو كان لدى كل رب أسرة الفكر الإداري الذي تطبقه أي منظمة ناجحة كيف سيكون عليه الحال لو كان يطبق في بيوتنا؟!
الإدارة لا تقتصر على المنظمات العامة أو المنظمات الخاصة كما يتصوره بعض الناس، بل أن الإدارة هي أوسع مما نتخيل فهي علم وفن مجتمعة مع بعضها البعض لتعطي النتائج المأمولة في تحقيق أهدافها وغاياتها.
رسالتي هنا ليست لفئة معينة من الناس لكن هي لكل رب أسرة يعاني من إخفاق في إدارة شؤونه المنزلية.
تذكر أنه لا يوجد نجاح بدون هدف ولن يتحقق هدف بدون عمل. اجعل لبيتك نصيباً من إدارتك الناجحة من تخطيط، وتنظيم، وتوظيف، وتوجيه، ومراقبة حتى تصل إلى أهدافك الخاصة المتعلقة بأسرتك.
-خطط مع أفراد أسرتك مالذي سيكون عليه الحال لاحقاً، (رؤية ورسالة).
-نظم وصمم لوضع مهام وصلاحيات لكل فرد من الأسرة.
-وظف كل شخص من الأسرة صغيراً وكبيراً، باختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.
-وجه كلاً منهم واجعله مسؤولاً عن مهمة محددة.
-راقب الأهداف الموضوعة لهم، ماذا تحقق منها وما الذي لم يتحقق.
وختاماً عزيزي القارئ أنت لست ملزماً بتطبيق الإدارة المنزلية كما هي الإدارة في المنظمات ولكن القصد هو أن نعوّد أنفسنا وأبنائنا على تحمل المسؤولية وتطبيق روح النظام والمسألة أسهل مما تتخيل عندما تبدأ، فأنت من ستصنع منظومة أيدي قيادية لمستقبل بلد يستحق أن يكون في مقدمة البلدان العربية والعالمية.