عملت وسائل التواصل الاجتماعي على تقريب البعيد ، وتحويل العالم إلى قرية صغيرة ، كما ساهمت في نقل الأخبار والأحداث العالمية ، ومكنت الجميع من متابعتها دون الحاجة لجهاز التقاط تلفزيوني أو تردد إذاعي ، إضافة لدخولها جوانب كثيرة من حياتنا اليومية ، فاعتمد عليها البعض في التواصل مع افراد أسرته وأصدقائه مما جعلها جزءا أساسيا للتواصل اليومي بينهم ، إضافة لدورها في التسلية والترفيه .
غير ان البعض اساء استخدامها فحولها لوسيلة يسئ بها للآخرين معتقدا أنه من خلال امتلاكه لجهاز هاتف نقال ، يكون قد تمكن من الحصول على القوة والمهارة دون النظر للعقوبات التي تنتظره ، متناسيا ما تضمنته المادة الثالثة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/17 بتاريخ 8 / 3 / 1428 هــ ، التي أشارت إلى أنه " يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين ؛ كلُّ شخص يرتكب أيًا من الجرائم المعلوماتية ... " ، وبينت الفقرة الخامسة من المادة " التشهير بالآخرين ، وإلحاق الضرر بهم ، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة " .
وبعيدا عن سوء استخدام البعض لوسائل التواصل الاجتماعي ، فهناك من أدمن عليها لدرجة جعلته غير قادر عن الابتعاد عنها ، وهذا ما اشارت إليه دراسة أجراها باحثون بجامعة ولاية ميشيغان، ونُشرت مطلع 2019، إذ أوضحت أن "الإفراط في استخدام وسائل التواصل لا يُهدر ساعات لا حصر لها من اليوم فقط، بل قد يؤثر أيضا على قدرات الناس على اتخاذ القرارات، ويجعلهم أكثر عرضة للانخراط في أعمال وسلوكيات محفوفة بالمخاطر، بالضبط كما يحدث في حالات إدمان المخدرات".
وقال البروفيسور دار ميشي المشرف الرئيسي على الدراسة "أعتقد أن وسائل التواصل لها فوائد هائلة، ولكن هناك أيضا جانب مظلم عندما لا يتمكن الناس من الابتعاد".
وإدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كشفته من قبل دراسة أجريت عام 2018 حيث عرض باحثون على بعض المشاركين في الدراسة إيقاف حساباتهم على موقع "فيسبوك" لمدة عام واحد فقط، مقابل مبلغ تجاوز ألفي دولار ، لكن معظمهم رفض العرض بشكل مطلق مما أظهر مدى اعتماد البعض على وسائل التواصل أو إدمانهم عليها، لدرجة تجعلهم لا يفكرون في تعطيل حساباتهم لمدة عام واحد حتى لو مقابل المال.
وفي الختام أقول إن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت لخدمة المجتمع وأفراده وليس للإساءة للآخرين والإدمان عليها ، فليت الجميع يدرك فوائدها ، ويتذكر بأن هناك عقوبة تنتظر كل من يسىء استخدامها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com