كشف أستاذ المناخ بجامعة القصيم “سابقًا”، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية الدكتور عبدالله المسند، عن الطبيعة غير التقليدية لمواقيت الصلاة وفصول السنة الأربعة فوق منطقة خط الاستواء؛ موضحًا لماذا تفضل المنصات إطلاق الصواريخ الفضائية من المنطقة الاستوائية.
وأبان “المسند”، عبر حسابه على منصة “إكس”، أن خط الاستواء هو أكبر دائرة عرض تنصف الكرة الأرضية إلى نصفين: شمالي وجنوبي، ويبلغ طوله حوالى 40.075 كم؛ حيث لا توجد فصول مميزة (شتاء، ربيع، صيف، خريف) بشكل واضح فوق المناطق الجغرافية الواقعة على خط الاستواء.
وأضاف: قدر الله تعالى -في هذه المنطقة- أن يتعاقب فصلان فقط؛ هما فصل الصيف ويبدأ عندما تتعامد الشمس على خط الاستواء في 21 مارس ويتكرر في 23 سبتمبر، ويستمر حوالى ثلاثة أشهر، والفصل المعتدل ويبدأ في 21 يونيو ويتكرر في 21 ديسمبر، عندما تتعامد الشمس على مداري السرطان والجدي، ويستمر ثلاثة أشهر.
وتابع: رغم تكرار فصل الصيف مرتين، فإن المناطق الاستوائية ليست الأشد حرًّا في العالم، ويعود السبب في ذلك إلى التقاء الرياح التجارية الشمالية مع الرياح التجارية الجنوبية فوق خط الاستواء؛ حيث تعمل على تكوين منخفض جوي عظيم “منطقة الرهو الاستوائي”، وينتج عنها تكوين سحب وأمطار غزيرة طوال العام، وهذه الأجواء سبب في تشكل الغابات الاستوائية وهي الأكبر والأوسع على وجه الأرض، وتشكل منها أيضًا البحيرات والأنهار العظيمة، ويسهم هذا في تشكل مناخ رطب ومعتدل نسبيًّا، مع درجة حرارة أقل من منطقتي مداري السرطان والجدي.
وأردف: وفي منطقة خط الاستواء، تظل مواقيت الصلاة شبه ثابتة طوال العام، مع تغيرات طفيفة قد تصل إلى نحو 30 دقيقة، ويكون طول النهار وطول الليل تقريبًا متساويين على مدار العام، ويمر خط الاستواء عبر دول عديدة؛ مما يمنحها مناخًا استوائيًّا مميزًا، هذه الدول تشمل: إكوادور، وكولومبيا، والبرازيل (في أمريكا الجنوبية)، والغابون، والكونغو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأوغندا، وكينيا، والصومال (في إفريقيا)، وإندونيسيا (في آسيا الجنوبية).
وبين أن عند خط الاستواء، تدور الأرض حول محورها بسرعة تبلغ 1667كم في الساعة بسبب محيطها الأكبر؛ لذلك تفضل منصات إطلاق الصواريخ الفضائية المواقع القريبة من خط الاستواء بسبب السرعة الإضافية التي يمنحها دوران الأرض؛ مما يزيد من سرعة الصاروخ عند الإطلاق ويقلل من كمية الوقود اللازمة للوصول إلى المدار، مختتمًا بقوله تعالى: {ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هٰذا باطلًا سبحانك فقنا عذاب النار}.