في الجيل السابق كانت شهادة الكفاءة المتوسطة لها شأن عظيم وقيمة كبرى عند الكثيرين لأنها كانت هي الشاهد والفيصل بين المتعلم الذي يجيد القراءة والكتابة وبين من هو تعليمه ابتدائي الذي ربما يجيد القراءة ولكن لا يجيد الكتابة، وهي جسر العبور إلى الوظيفة، اما في الجيل الحالي فان الشهادة الجامعية (البكالوريوس) هي اقل ما يطلب لمن أراد أن يكون ذا منصب في المستقبل، واما شهادة المرحلة الثانوية فتستمد قوتها حسب مسارها وتقديرها وماهي المؤهلات التي يمتلكها صاحبها من لغات ودورات وخبرات عملية.
بعض المنظمات الدولية تعتبر من هو في عمر ١٨ فما دون هو طفل والبعض يعتبر هذا العمر هي فترة مراهقة، إذن فكل من هو في المرحلة الثانوية من البنين أو البنات في الغالب يكون عمره مابين (١٦-١٨) فإما ان يكون طفل أو مراهق وفي كلا الحالتين هو يحتاج من عائلته بشكل عام ومن والديه بشكل خاص إلى عناية ومتابعة وصبر وتوجيه وتصويب وتعليم حتى يتخطى هذه المرحلة العمرية وهي مرحلة التعليم الثانوي إلى مرحلة الشباب وهي المرحلة الجامعية .
يعتبر دخول الطالب للمرحلة الثانوية في الوقت الراهن مثل الجندي الذي يخوض معركة ولأول مرة في حياته دون أن يعلم مالذي سوف يواجهه من أحداث ومواقف وصعوبات في أرض المعركة وليس لديه خبرة سابقة، فالطالب عند دخول المرحلة الثانوية يفاجأ بصعوبة في المناهج غير الذي اعتاد عليها في المرحلة المتوسطة وأيظا يجب عليه تحديد المسار الذي سوف يدرسه ويطلب منه انجاز مشروعه للتخرج من الثانوي بالإضافة إلى اختبار القدرات والتحصيلي والدراسة مقسمة على ثلاث فصول وكثرة الاجازات القصيرة والاختبارات المتكررة ومطلوب منه أن يحصل على درجات عالية حتى يكون قادرا على دخول الجامعة التي يرغب الالتحاق بها واختيار التخصص الذي يريده، كل تلك التحديات هي أدوات ضغط على الطالب تجعله لا يهنأ بنوم أو طعام، وكما لا يخفى على الكل تأثير التقنية ومواقع التواصل على من هم في هذه المرحلة من العمر وسرقة اوقاتهم.
كل تلك الضغوط لها تأثير نفسي وسلوكي واجتماعي على ابنائنا وبناتنا في المرحلة الثانوية، لذلك وجب علينا أن نساعدهم ونهيئ لهم البيئة المناسبة لتخطي تلك المرحلة العمرية والدراسية الصعبة بكل ما نستطيع ماديا ومعنويا.
هذا العام الدراسي الجديد وبسبب القبول الموحد لبعض الجامعات سوف تفاجأ بعض العوائل بعدم قبول أبنائهم وبناتهم المتخرجين من المرحلة الثانوية في الجامعات داخل المدن التي يسكنون بها وسوف يكون قبولهم في جامعات في مدن أخرى فما هم فاعلون، يجب عليهم تقبل الأمر الواقع والتغلب على هذا التحدي الكبير أو اللجوء لخطط بديلة تتناسب مع اوضاعهم.
كان الله في عون كل عائلة لديها ابن أو ابنة في المرحلة الثانوية فهي معركة لمدة ثلاث سنوات عجاف.
التعليقات 2
2 pings
عدنان
28/07/2024 في 3:49 م[3] رابط التعليق
احسنت ابا اصيل ..ربي يوفق ابنائنا في حياتهم العلمية والعملية ليكونو لبنات صالحة للمساهمة في خدمة الوطن .
ابو اصيل
30/07/2024 في 3:42 ص[3] رابط التعليق
اللهم امين يارب العالمين