كاد قلبه أن ينفطر من شدة اشتياقه لأبنائه الذين لم يرهم منذ مدة بسب مشاكل أسرية بينه وبين طليقته.. لكنه لم ييأس وطرق أبواب الدعاء بيقين وحسن ظن بالله.. وكأنه يرى البِشارات تترى كلما اشتدت عليه ظلمة وكربة
ويشاء الله أن يعزم على الذهاب لأداء العمرة وكأن الله سبحانه هيأ الأسباب حتى يستجيب له دعواته
وما أن جلس بعد ما أنهى العمرة
في أروقه الحرم وإذا به يرى أبناءه رأي العين ويضمهم إلى صدره.. والبشرى تملأ قلبه بأن الله رحيم كريم..
الله أكبر كيف هي الرحمات إذا نزلت... البشارات إذا حلت
وهو سبحانه يسبغ النعم ويذهب الغم ويكشف الكرب ويريح القلب ويسمع النداء ويستجيب الدعاء
وهو العادل الحكم والجواد الأكرم
وهو الذي جعل بعد العسر يسرا.
حينما اشتد الكرب بيعقوب عليه السلام بعد ما فقد ولديه واحداً تلو الآخر.. دعى وقال وهو يستبشر من الله خيراً ( عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِا بِهِمْ جَمِيعًا ﴾
وقد استجاب الله له وأزال الحزن عن قلبه ورد إليه بصره.. وعادا إليه أبناءه ورُفع على عرش الملك..( إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم)
أهل الإيمان وعدهم الله بالنصر والفرج ولو بعد حين وبشرهم بما يسر خواطرهم إذا هم آمنو به و توكلوا عليه.. ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)
وفي البشارات ما يزيح الهم ويريح القلب ويثبته.. ويعين على الصبر.. و يبث الأمل في النفس والاستئناس والارتياح.
عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم العلاء الأنصارية وهي مريضة طمأنها وبشرها بقوله.. أبشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يُذهب بخطاياه كما تُذهب النار خبث الحديد.
وهكذا هو ديدن المؤمن متفائل مستبشر.. يرى المنحة في كل محنة...
اللهم اجعلنا ممن قلت عنهم ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ).
بقلم أ. فاطمة بنت محمد الخماس