امتدت تغييرات الشعارات من أعلى قمة المنظمة الكشفية العالمية إلى باقي المنظمات التابعة لها. ففي صباح الجمعة الـ16 من شهر أغسطس من العام 2024م، ومن داخل قاعة المأمونية بفندق إنتركونتيننتال سيتي ستارز بالقاهرة، حيث أقيم مؤتمر الاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب، أُعلن عن توسيع قاعدة هذا الاتحاد الإسلامي العتيد ليصبح أكثر شمولية. إذ أن "شباب العالم الإسلامي" ومن بينهم الكشافة ينتظرون المزيد من العناية لمواجهة أقوى التيارات التي تواجههم.
وجميل أن يُعلن عن هذا التغيير الشامل والأكمل والأجمل وأنظار العالم متجهة صوب العاصمة المصرية التي تتمتع وحدها بحصيلة كبيرة جدا من شباب العالم الإسلامي، حيث تزيد أعداد الكشافة منهم عن 50 ألف كشاف (من الجنسين) إضافة إلى الشباب. وجميل استغلال تواجد هذا الكم الهائل من كشافة العالم وهم يستعدون لحضور مؤتمرهم الـ43 على أرض مصر الحبيبة.
وشدني اللون المبهر "الأخضر" المميز في ألوان الشعار، وتصميمه وشكله الأنيق جدا، كلها نتائج تفكير وتخطيط وعمل في الفترة الماضية مما وسع رقعة ومساحة عمل هذا الاتحاد وجعله يذهب إلى تغيير شعاره وألوانه ومدلولاته.
في الكشافة - أيها السادة - الشعار له معنى ومدلول، ويؤثر في عمق المنتمين. لذلك، فإن القائمين على الاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب، وعلى رأسهم الأمين العام النشط الدكتور زهير بن حسين غنيم وجميع معاونيه ورؤساء وأعضاء لجانه، وبمتابعة دقيقة من رئيسه الأستاذ الدكتور عبدالله عمر نصيف، عملوا وسيعملون، والله يرى عملهم ورسوله والمؤمنون، لأن منظمة التعاون الإسلامي أعطت هذا الاتحاد مساحة واسعة ودعمته ليقوم بدوره على أكمل وجه.
ومازلنا نحن ككشافة مسلمين في بقاع الأرض من أقصاها لأدناها ننتظر المزيد من التغيير والتجديد ليس في الشعار فحسب، بل في كل ما يخص الشباب عموما والكشافة على وجه الخصوص. نرغب في المزيد من برامج التمكين للشباب عامة والكشافة على وجه الخصوص حتى يستطيعوا معايشة أقرانهم من كل الديانات على وجه البسيطة. نريد نفض الغبار عن جل لجان الاتحاد، وإعطاء الفرصة للوجوه الشابة، لنجعلهم يقودون أنفسهم. فأنا من خلال التجربة لأكثر من 40 عاما في "وزارة الرياضة" عشت تجارب منها أن البرامج كانت تأتينا جاهزة من أناس ليسوا في لب الموضوع وعلينا التنفيذ فتكون النتائج والفوائد أقل من المقبول. واستمررنا على هذا الحال حتى وصلنا إلى مرحلة الاجتماع بالشباب ومطالبتهم بوضع البرامج التي يحتاجونها فأصبحت برامجنا نوعية لأن واضع البرامج حسب احتياجه، ومنفذ البرنامج بأسلوبه وطريقته واحد، فأصبحت الفائدة كبيرة جدا. فأذهبوا أيها القائمون على شأن "الاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب" إلى شباب العالم الإسلامي عموما والكشافة خصوصا، وتعرفوا على احتياجاتهم، وافسحوا أمامهم المجال ليضعوا برامجهم بأنفسهم، حتى تعم الفائدة – بإذن الله –.
فلاش:
" الاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب" هو منظمة عالمية تسعى لتعزيز القيم الإسلامية وتعزيز دور الشباب في المجتمع من خلال الأنشطة الكشفية والشبابية. لذلك تحتاج إلى تجديد وتغيير لضمان مواكبة التحديات والمتغيرات الحديثة. ومن الضروري على القائمين على الاتحاد السعي لتغيرات أخرى تواكب تغيير الشعار، منها: تحديث اللجان التنظيمية التي باتت نائمة وقليلة الفائدة، وإشراك الشباب لتكون اللجان مكونة من شباب لديهم الحماس والطاقة لتقديم أفكار جديدة ومبتكرة. يجب أن يحصل الشباب على فرص حقيقية في صنع القرار، إلى جانب إدخال خبرات متنوعة في اللجان، مثل التخصصات التقنية والإدارية والتربوية، وهذا سيعزز من كفاءة العمل ويضمن تنوع الأفكار. ولا ننسى التركيز على البرامج التقنية في ظل التطور التكنولوجي السريع. يجب أن تحتوي البرامج على عناصر تعليمية تقنية تساهم في تطوير مهارات الشباب في مجالات البرمجة، الذكاء الاصطناعي، وغيرها من المجالات التكنولوجية الحديثة. كما يجب الاهتمام بالبرامج البيئية. في ظل التحديات البيئية الراهنة، يجب تعزيز الوعي البيئي بين الشباب وتطوير برامج تركز على حماية البيئة والاستدامة.
تغيير اللجان والبرامج وتحديث الشعار ليس فقط ضرورة للتجديد، بل هو أيضًا خطوة هامة لتعزيز فعالية الاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب. إن إشراك الشباب، تطوير البرامج، وتحديث الشعار يعكس التزامنا بتحقيق أهداف الاتحاد وتطلعات الشباب نحو مستقبل أفضل. دعونا نعمل معًا لتحقيق هذه الرؤية وتقديم أفضل ما يمكن لشبابنا.
هذا علمي وسلامتكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير