بعيدا عن تعاقدات إدارة نادي الوحدة مع اللاعبين والمدربين بمختلف الألعاب خلال الموسم الرياضي الجديد ، وما إذا كانت هذه التعاقدات موفقة أم أنها خاطئة ، وبعيدا عن مدى قدرة فرق النادي على المنافسة في بطولات الموسم الرياضي ، فإن ما يؤلم الوحداويين خلال الفترة الحالية ليس غياب البطولات التي اعتادوا عليها منذ سنوات ، ولا تدني المستويات بمختلف الألعاب ، بل الفشل في تحقيق نتائج جيدة في التصنيف الإداري للأندية ، وهذا ما اتضح في إعلان وزارة الرياضة قبل أيام عن " التصنيف الإداري للأندية الرياضية للموسم الرياضي 2024/ 2025، والذي يعتمد على نتائج تقييم الأندية في مبادرة الحوكمة للموسم الرياضي الماضي 2023/ 2024 " .
فإن كانت إدارة الوحدة لم توفق في التعاقدات الماضية مع المدربين أو اللاعبين ، فما سر عدم توفقها في التصنيف الإداري للأندية ؟
القارئ للتصنيف الجديد يلحظ أن هناك اندية حافظة على مراكزها في الفئة ( أ ) ، وأخرى صعدت إليه كنادي النصر ، فيما واصلت أندية محافظتها على تصنيفها في الفئة ( ب ) ، واستطاع نادي الاتحاد الصعود إلى هذه الفئة .
أما الفئة (ج) فقد أوضح الإعلان أن هناك 21 ناديا استمروا بها ومنها أندية بالدرجة الأولى والثانية ، ودخل نادي الوحدة كواحد من أندية هذه الفئة ، ووفقا للمعايير المعتمدة في مبادرة الحوكمة الموسم الماضي، فسيحصل النادي على مبلغ (4.9) مليون ريال، في حال تحقيقه المعايير المطلوبة للموسم الرياضي المقبل .
وبقاء نادي الوحدة في هذه الفئة يطرح سؤالا عن الوقت الذي تشعر فيه إدارة الوحدة بمسؤوليتها وتدرك بأن هذا ناد له تاريخه وجماهيره ، ولابد من العمل على تحسين مستويات فرقه وإدارته ليعود له جمهوره الذي هجره .
وما أريد قوله لإدارة الوحدة قبل ان تطالبوا بالحضور الجماهيري عليكم تحسين مستوياتكم الإدارية ، فكيف يمكنكم مطالبة الجماهير بالوقوف مع النادي وهذه هي النتائج ؟
إن بناء قاعدة جماهيرية لا يكون إلا بالنتائج الجيدة ، والإدارة القوية ، وخسارة النادي لا تكون في هزيمته على أرضه ، بل في انخفاض أعداد جماهيره بارضه ، وزيادة أعداد جماهير الأندية المنافسة في مدينته ، وأتمنى أن تنظروا لمباريات فريق كرة القدم ، كم عدد جماهير الوحدة في المدرجات ، وفي المقابل كم عدد جماهير الأندية الأخرى في ملعب الوحدة .
إن الصراع الحقيقي للأندية لا ينحصر في القمة والقاع وحدهما ، بل يشمل مدرجات الملاعب التي تقام عليها المباريات ، فخلو الحضور الجماهيري للفريق بمدينته يعني وجود خلل بحاجة للعلاج ، والخلل هو في العزوف الجماهيري الناتج عن تدني المستوى الفني الذي يمثل إغراء للجماهير .
وحتى تتحسن الصورة فلابد من مواجهة صريحة وواضحة بين الإدارة والجمهور ، توضح فيها الإدارة خطتها ، ويطرح الجمهور مطالبه لدعم النادي ، وأن يمنح اللاعبون القدامى بكافة الألعاب حقوقهم الأدبية ونراهم يتواجدون في النادي .
وإن بقي النادي على حاله فإن الغياب الجماهيري عن المدرجات سيظل بارزا في جميع مباريات الفرق بمكة المكرمة ، وسيظل محبو الوحدة في قلق دائم من الهبوط نهاية الموسم كما هو الحال في كل عام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصلashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com