فقدان العلماء هو من أعظم الخسائر التي يمكن أن تُصيب الأمة، فبغيابهم تخسر المجتمعات عقولًا نيّرة وإرثًا من المعرفة والحكمة التي تستمد منها الأجيال القادمة هداها. في هذا المقال، سنتناول أهمية العلماء في حياتنا ودورهم الحيوي في توجيه الأمة نحو الصواب، وسنسلط الضوء بشكل خاص على ترجمة الشيخ الجليل محمد بن علي الفقيهي -رحمه الله- الذي كان منارة علم وشخصية فذة في نشر الفقه والمعرفة الإسلامية. لقد كان الشيخ رحمه الله مدافعًا صلبًا عن الدين الإسلامي والمنهج السلفي، ومثالاً للعالم الرباني الذي يجمع بين العلم والعمل. سنستعرض سيرته الذاتية، وإسهاماته الكبيرة في الدعوة والتعليم، وكيف كان فقدانه خسارة عظيمة."
وسوف استعرض سيرته بأختصار موجز فجهودة كثر وانجازاته عديده ولكنه كان يعمل في صمت وينتج في سمت أنه الشيخ والعالم الجليل / علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، ولد في قرية المنجارة من قرى منطقة جازان عام 1354هـ، وهناك نشأ وتلقى تعليمه الأولي والثانوي.
التحق منذ صغره بعدد من حلقات العلم، وتتلمذ على عدد من المشايخ في مدارس الشـيخ عبد الله القرعاوي العلمية في الجنوب، وكان من شيوخه الشيخ حافظ الحكمي.
واصل تحصيله العلمي، حتى حصل على شهادة الدكتوراه متخصصاً في الشريعة – قسم العقيدة، من جامعة الملك عبد العزيز فرع مكة (جامعة أم القرى حالياً) عام 1399هـ.
التحق بالعمل الوظيفي، ومارس خلال حياته العلمية العديد من الوظائف، ومنها :
- عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- أمين عام الجامعة الإسلامية.
- رئيس مجلس شؤون الدعوة.
- عضو هيئة التدريس بالدراسات العليا.
عمل مستشاراً بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومدرساً بالمسجد النبوي.
شارك في عدد من المؤتمرات في داخل المملكة وخارجها، منها :
- مؤتمر المُسكِرات والمخدرات الذي عقد في رحاب الجامعة الإسلامية.
- مؤتمر القرن الخامس عشر الهجري سنة 1400هـ الذي عقد في السودان.
وله مجموعة من الأبحاث المنشورة والمؤلفات المطبوعة والكتب المحققة، منها :
- كتاب الإيمان – لابن منده – ثلاثة مجلدات – تحقيق.
- كتاب التوحيد – لابن منده – مجلدان – تحقيق.
- الرد على الجهمية – لابن منده – جزء ـ تحقيق.
- الأربعين في دلائل التوحيد ـ للهروي ـ تحقيق.
- الإمامة والرد على الرافضة ـ لأبي نعيم ـ مجلد ـ تحقيق.
- الصفات والنزول ـ للدارقطني ـ تحقيق.
- الحيدة ـ للكناني ـ تحقيق.
- الصواعق المرسلة ـ لابن القيم ـ الجزء الأول ـ تحقيق بالاشتراك.
- منهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان ـ تأليف.
- الفتح المبين ـ تأليف.
- الرد القويم البالغ على الكتاب المسمى بالحق الدامغ ـ تأليف.
- سلسلة الوصايات في الكتاب والسنة.
إضافة إلى عدد من الأبحاث والمقالات المنشورة في مجلة الجامعة الإسلامية.
فقد رحل العالم الجليل يوم الثلاثاء السادس عشر من صفر 1446 الموافق 20 اغسطس 2024 والذي وافته المنية عن عمر يناهز (91) عاماً قضاها في العلم تعلماً وتعليماً ونش للدعوة وناصحاً ومدرساً ومدافعاً رحمه واسكنه فسيح جناته والهم الأمة الاسلامية واهله وذويه الصبر والسلوان.