تشرفت قبل أيام بحضور احتفالية مرور عام على تأسيس نادي عشاق السياحة المكية ، فاستمعت لأعمال وإنجازات حققت خلال فترة زمنية قصيرة بسواعد أبناء مكة المكرمة وبناتها ، لم تنحصر في عدد الرحلات التي قام بها أعضاء النادي وعضواته ، لكنها أعمال جمعت بين التوعية والإرشاد والتوجيه والنصح من خلال لقاءات وندوات ومحاضرات نفذها النادي لتقديم صورة جميلة عن الإرشاد السياحي بمكة المكرمة .
وجاء حضوري للاحتفالية بعد مشاركتي في رحلة مسار الجموم السياحي التي نظمها النادي ووقف فيها أعضاء وعضوات النادي على أبرز المواقع التاريخية والاثرية ، وكان ضيف الشرف فيها الدكتور محمود محمد حمو ، الباحث والمهتم بمعالم مكة المكرمة والسيرة النبوية وسير الصحابة رضوان الله عليهم ، والذي قدم شروحات كاملة وافية عن الكثير من المواقع التي زرناها .
ولم يكن سوق مجنة أحد الأسواق الثلاثة الكبرى للعرب في الجاهليَّة ببعيد عن الرحلة فقد وقف الجميع على أطلاله وشاهدوا بعض حدوده ، وهو سوق يقع بمر الظهران (الجمُوم) شمال مكة المكرمة على طريق الحج الشامي قديمًا، وكان يرتاده النبي محمد ﷺ لدعوة القبائل العربيَّة للإسلام ، كما يتضمن المسار سد وادي فاطمة وهو من السدود الحديثة حيث أنشى عام 1405 هــ لتغذية المصادر الجوفية لمياه الآبار وتأمين مياه الشرب ، ومسجد الروضة الواقع شرق محافظة الجموم ، والذي يمتاز بوجود محرابين به .
وكعاشق للتاريخ فإن زيارتي لمتحف الجموم الذي يمتلكه الأستاذ ماجد السهلي ابهرني بما ضمه من ثروت تراثية قيمة يتجاوز عمر البعض منها ألفي عام .
وفي الختام أقول إن تنظيم مثل هذه الرحلات التي تجمع بين القراءة النظرية والتطبيق العملي تعمل على ترسيخ المواقع وتاريخها وأحداثها في أذهان المرشدين والمرشدات .
ودعواتي للنادي بقيادة رئيسته الأستاذة رشا الماحي المزيد من النجاحات والتألق فمكة المكرمة بحاجة لكوادر مؤهلة تعمل على إرشاد الحاج والمعتمر بطريقة صحيحة لتكون رحلته إثرائية خالدة .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com