رحلة الشتاء والصيف هي من أشهر رحلات قريش التجارية التي كانت تنظم كل عام في فصلين مميزين. في الشتاء، كانت القوافل تتجه جنوبًا إلى بلاد اليمن، لتصل إلى أرض حمير وتعود محملة بالخير. أما في الصيف، فتأخذ طريق الشمال نحو بلاد الشام، تحديدًا إلى مدينة بُصرى.
وقد كرّم الله سبحانه وتعالى هاتين الرحلتين في سورة قريش بقوله: "لِإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ". كانت هاتان الرحلتان مصدراً للأمان والرزق، فقد أمنتهم العرب لأنهم أهل البلد الحرام، فكانوا يعودون سالمين رغم المخاطر التي تحيط بالمنطقة. ولتذكيرهم بهذه النعمة، دعاهم الله إلى توحيده، فهو الذي منحهم الأمن والرزق بعد الجوع والخوف، وأمرهم بعبادة من أكرمهم بهذه الرحلات.