تذكرت هذا المقطع من أغنية الفنانة السورية أصالة نصري ، وأنا أنظر لذاك الذي ملئ بالغرور والكبرياء في حركاته ، وتعاليه على الآخرين ليوهمهم بأنه شخصية مميزة وراقية وذات منصب عال ، وهو في حقيقته لا يعدو كونه مدير عين بالواسطة وليس بالكفاءة لشركة خدمات موسمية لا تتجاوز أعمالها في مجملها الثلاثة اشهر على اكثر تقدير .
وغروره وكبرياه أكد أنه ليس صاحب شخصية صلبة وقوية في مواجهة المواقف والأحداث ، لأنه اتخذ الكذب سلاحا يوصله إلى مبتغاه ، وأقسم بالله أنه الإنسان المخلص والأمين ولا مخلص غيره ، وأنه الحريص على حقوق الآخرين أكثر من حرصهم عليها .
وحركاته وكذبه وأقواله تذكرنا بقول المتنبي :
لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ * وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ
فكم مغرور يدعي التواضع والأمانة ، ويحمل في خباياه المكر والخديعة ؟
ومثله يذكرني بقول الرئيس الأمريكي السادس عشر للولايات المتحدة إبراهام لنكولن حينما قال : "يمكنك أن تخدع بعض الناس كل الوقت، وكل الناس بعض الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت".
إن هناك شخصيات يصعب التعامل والتعايش معها ، كالكذاب الذي يخالف الصدق في القول والفعل ، ويخالف الحقيقةَ ، والمغرور الذي يوهم الآخرين بأنه القوي الأمين ، وهو في حقيقته مجرد إنسان ناقص فكرياً وأخلاقياً ، ومصاب بخلل داخلي يجعله يتعالى على الآخرين .
ولكل مغرو أقول تذكر ما قاله الأحنف بن قيس:
يَا مَظْهَرِ الْكِبَرِ إِعْجَابًا بِصُورَتِهِ
انْظُرْ خَلَاكَ فَإِنَّ النَّتِن تَثْرِيبٌ
لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطونِهِمْ
مَا اِسْتَشْعَرَ الْكُبَرُ شُبَّانٌ وَلَا شَيْبٌ
هَلْ فِي اِبْنِ آدَمِ مِثْلُ الرَّأْسِ مُكَرَّمَةً
وَهُوَ بِخُمُسٍ مِنَ الْأَقْذَارِ مَضْرُوبٌ
أَنْفِ يَسِيلُ وَأَذِنَ ريحُهَا سَهِّكَ
وَالْعَيْنَ مُرْفَضَّةٌ وَالثَّغْرَ مَلْعُوبً
يَا اِبْنِ التُّرَابِ وَمَأْكُولِ التُّرَابِ غَدَا
أَقَصْرٌ فَإِنَّكَ مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبٌ
ــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل:
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com