حبٌ للوطن على قلوب الشعراء ، اتخذوه دافعاً ومنبعاً لوجدانهم ، يغذون به حبهم لوطنهم ، يتغنون بأمجاده ، ويترنمون بحبه ؛ ليعبروا عن روح الانتماء له ، فالوطن روح في بناء المواطنة ، من يوم التوحيد وهم يعبرون عن هويته ، ويعتزون بقيادته وأمجاده وتاريخه وحضارته عاماً بعد عام .
فهذا الشاعر محمد بن عثيمين يتغنى بانتصارات الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حين يقول :
العِزُّ وَالمَجدُ في الهِندِيَّةِ القُضُبِ
لا في الرَسائِلِ وَالتَنميقِ لِلخُطَبِ
تَقضي المَواضي فَيَمضي حُكمُها أَمَماً
إِن خالَجَ الشَكُّ رَايَ الحاذِقِ الأَرِبِ
وَلَيسَ يَبني العُلا إِلّا نَدىً وَوَغىً
هُما المَعارِجُ لِلأَسنى مِنَ الرُتَبِ
وَمُشمَعِلٌّ أَخو عَزمٍ يُشَيِّعُهُ
قَلبٌ صَرومٌ إِذا ما هَمَّ لَم يَهَبِ
لِلَّهِ طَلّابُ أَوتارٍ أَعَدَّ لَها
سَيراً حَثيثاً بِعَزمٍ غَيرِ مُؤتَشِبِ
ذاكَ الإِمامُ الَّذي كادَت عَزائِمُهُ
تَسمو بِهِ فَوقَ هامِ النَسرِ وَالقُطُبِ
عَبدُ العَزيزِ الَّذي ذَلَّت لِسَطوَتِهِ
شوسُ الجَبابِرِ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ
لَيثُ اللُيوثِ أَخو الهَيجاءِ مِسعَرُها
السَيِّدُ المُنجِبُ اِبنُ السادَةِ النُحُبِ
قَومٌ هُمُ زينَةُ الدُنيا وَبَهجَتُها
وَهُم لَها عَمَدٌ مَمدودَةٌ الطُنُبِ
لكِنَّ شَمسَ مُلوكِ الأَرضِ قاطِبَةً
عَبدُ العَزيزِ بِلا مَينٍ وَلا كَذِبِ
وهذا الغزاوي يمدح الملك عبد العزيز ويصفه بالسيف البتار وصقر الجزيرة ، وحيث الرعية همه ، فهو مجاهد في سبيل الله يحمي حوزة الدين والديار حيث يقول :
صقر الجزيرة والعروبة والعلى
وضياؤها قد زاغت الأبصار
ما همه الدنيا ولكن أمة
عبثت بها الأهواء والآصار
فأدم عليه فضل جودك سرمدا
يا من إليه تهافت الأبرار
وهذا ابن خميس يتحدث عن جبل طويق ولم يتحدث عنه بوصفه معلما طبيعيا فحسب ، بل تحدث عن جبل محدد له وجوده الجغرافي المتعيّن وذاكرته التاريخية الخاصة حيث يقول :
يا جاثماً بالكبرياء تسربلا
ما ضعضعت منك الحوادث كاهلا
ترنو إلى الأجيال حولك لا تنى
تثرى على مرّ العصور تداولا
مثل الضيوف المعتفين فقادم
ألقى بكلكله وذاك تحمّلا
تنتابهم سود الخطوب هواتنا
وتمر أحقاب السنين جوافلا
وأراك معتدل المناكب واقفاً
تبدو بك الشمّ الرعان مواثلا
وكأن عُمْراً خالها إذ أعرضت
مثل السيوف المصلتات نواحلا
يا أيها العملاق زدنا خبرة
عمن أقاموا في ذراك معاقلا
وهذا غازي القصيبي يعتز ويفتخر في وطنه من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه فيقول :
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجدٌ لنا وهناك مجدُ
ونحن جزيرة العرب افتداهـا
ويفديها غطارفةٌ وأُسدُ
ونحن شـمالنا كِبرٌ أشـمٌ
ونحن جنوبنا كبرُ أشدُ
ونحن عسـير مطلبـها عسيرٌ
ودون جبالها برق ورعدُ
ونحن الشاطئ الشرقي بحرٌ
وأصداف وأسياف وحشدُ
ونحن البـيد راياتٌ لفـهدٍ
وهذا محمد هاشم رشيد يتغنى بالعاصمة الرياض عشقا لها وحبا فأقوى ما يكون الحب بين العاشقين يقول:
أيّ سحر..... يتراءى
في مغانيها الجميله
ملأ القلب انتشاه
فإذا الفقر..... خميله
وإذا الماضي ..... مع الحاضر نعمه
رُوّعت منها الدياجي المدلهمه
واستفاقت في الروابي الخضر ... امّه
تصنع التاريخ ... في عزم... وهمّه
سيبقى الوطن معشوقاً يتغنى به الشعراء على مر العصور ويدافعون عنه بألسنتهم فهم جنود الكلمة وأقول فيه :
وطني الحبيب وأنت بلسم علتي
ذكراك إن ذُكِرت بعزٍ أشعر
فلأنت في عيني وقلبي ساكنٌ
ولأنت في قمم المعالي تحضر
غيثٌ على كل النواحي هاطلٌ
وضياء وجهك للبرية يظهر