من أول وهلة وانت تتجول في محافظة بني سعد، 60 كم جنوب الطائف وبوابتها الجنوبية، يبرز بجلاء استشعار تاريخ موغل في القدم، وتتجلى أمامك قصة حليمة السعدية مرضعة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، بكل تفاصيلها التي تفيض بالإنسانية، كون تلك الديار موطن الرضاعة النبوية.
وبين نقوش صخرية، وآبار تاريخية، وسدود قديمة، ومساجد عتيقة، تفوح بروائح الماضي، تتكئ بني سعد على تاريخ وموروث، وعادات وتقاليد، لم تفلح نفحات التغيير الحديثة، في اقتلاع جذورها الضاربة في أعماق الأرض.
جماليات المحافظة كانت بارزة أمام الزائرين أمثالنا، ببنية بلدية، حيث الحدائق والمجسمات الجمالية. وتشتهر بني سعد بزراعة أنواعاً من الفواكه، والخضراوات، مثل الرمان، التين، والتين الشوكي، والعنب، والخوخ، بالإضافة إلى جميع أنواع الخضراوات، فضلاً عن صناعة ا لمأكولات الشعبية مثل خبز المجرفة، والقرصان، العصيدة، والسويق، والسمن والعسل والزبدة والجبن البلدي. أن بني سعد تضم عدداً كبيراً من القرى يقدر بحوالي (371 قرية وهجرة) ويسكنها حوالي (180 ألف نسمة، مبيناً أن العمق التاريخي لقرية حليمة السعدية مشروع جاهز لتحويل الموقع إلى وجهة سياحية، في ظل تزايد أعداد السياح والمعتمرين، الذين يصلون بالحافلات للوقوف على أرض الرضاعة النبوية.
مواطنون لخصوا أبرز احتياجات بني سعد في تحويل قرية حليمة السعدية لمركز ثقافي وسياحي والمحافظة على الآبار التاريخية، وإنارتها مثل بئر المسد في الحمضة وبئر (فضية) الطوي في وادي طوى المعروف عند الاهالي بوادي الحمضة، ووضع لوحات إرشادية للمعالم التاريخية مثل جبال الأزهر وشنيصر ووادي طوى وقرية حليمة السعدية. إنارة الطريق المتفرع من شقصان مرورا بالحمضة وقرى الذويبات نصب الجراد حتى يتصل مع طريق بني سعد السياحي، مع بناء سد في وادي اللحن الشهير.