مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وهذا الوصف القرآني هو أفضل وأجمل وأروع وصف للكلمة الطيبة والتي تعتبر من أحاسن أخلاق المسلمين والكلمة الجميلة بها تُؤسر القلوب والعقول فأن من البيان لسحرا، ومن كان كلامه عذب يألفه الناس ويأنس به جُلاسه ويسعى الكل للحديث معه ويتصدر المجالس ويُنظر اليه بإعجاب.
فالكلمة لها شأن عجيب دينياً واجتماعياً، عن طريق كلمة التوحيد يدخل الإنسان في الدين الإسلامي ويخرج بكلة، وهل يكب الناس في نار جهنم الا حصائد السنتهم، والمغتاب توعده الله بعذاب في الآخرة، إبليس لعنه الله قال انا خير من آدم وفرعون قال انا ربكم الأعلى وقارون قال أوتيته على علمٍ عندي، وجميعهم لعنهم الله وادخلهم جهنم بما قالوا، فيا أخي المسلم إمسك عليك لسانك وانتبه لما بين فكيك واحذر لدغات اللسان فهي كالسم الزعاف فإما تُهلكك أو تُهلك غيرك.
• من قصص الحياة
يقول خالد
عندما كنت في المرحلة المتوسطة كان أخي الاكبر يقوم بإيصالي كل يوم للمدرسة صباحاً وبعد ذلك يذهب للجامعة، ومنذ ركوبنا السيارة وحتى وصولنا لمدرستي وهو يتذمر من كل شيء في الطريق ويقصص عليا كيف كانت معاناته عندما كان في مثل عمري وان الدراسة صعبة وان بعض المعلمين كانوا يضربون الطلبة وان المدرسة مثل السجن وان كثير من الطلبة لا يفهمون وان التبريد سيئ والمدير لا يقوم بعمله، وعندما اصل للمدرسة تكون نفسيتي قد اصبحت سيئة جداً وعزيمتي محبطة وكاره للمدرسة وللمعلمين ولزملائي وأشعر وان كل حصة دراسية تعادل يوماً كاملاً وفي نهاية يومي الدراسي اخرج من المدرسة وكأنني قد خضت معركة حربية ، ومن العجيب أن صديقي في الفصل واسمه عمر ويسكن نفس الحي عندما يحضر إلى المدرسة كل يوم يكون مبتسماً وسعيداً ونفسيته ممتازة إلى آخر حصة دراسية وكانه لا يريد أن يرجع إلى البيت، وفي أحد الأيام تعطلت سيارة أخي الكبير مما اضطرني للذهاب للمدرسة مشياً ووصلت متأخراً وعندما علم صديقي عمر في اليوم الثاني بالموضوع طلب من والده الذي كان يوصله يومياً للمدرسة بأن يوصلوني معهم للمدرسة فوافق وعندما ركبت معهم في السيارة كان والده يتكلم ونحن في الطريق عن الطموح والمستقبل المشرق وان المدرسة هي صرح تعليمي وان المعلمين هم مثل الأنبياء يعلمون الناس وانني وزملائي رجال المستقبل والسواعد التي تبني الوطن وتحمية ويجب علينا أن نتعلم ونتفوق حتى نكون أفضل الناس في العالم لأننا خير أمة أخرجت للناس، وعند وصولنا للمدرسة ولأول مرة في حياتي أشعر بهمة عالية وروح قوية وان المدرسة ليست سجن وان المعلمين عظماء وانني وزملائي سوف يكون لنا شأن عظيم في المستقبل الذي ينتظرنا، عندها رفعت يدي للسماء ودعوت الله ان تبقى سيارة اخي عطلانة حتى لا اسمع تذمر اخي وشكواه كل صباح حتى لا اصاب بخيبة الأمل ولكن بعد يومين اشترى له والدي سيارة جديدة، يبدوا ان الله استجاب دعائي بأن تبقى السيارة عطلانة واستجاب دعاء اخي له بأن يرزقه بسيارة جديدة.
اللهم اننا نسالك بأن نكون من أصحاب الشجرة الطيبة وان لا يجعلنا من أصحاب الشجرة الخبيثة.
بقلم - عبدالرحمن عثمان كنبيجه
يا سادة الملافظ سعادة
13/10/2024 6:26 م
بقلم - عبدالرحمن عثمان كنبيجه
لا يوجد وسوم
0
594
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/286343/