اللغة العربية تُعدّ أكثر اللغات السامية نطقًا، وواحدة من أكثر اللغات انتشارًا على وجه الأرض، إذ يتحدث بها ما يزيد عن 467 مليون شخص حول العالم.
تحتل العربية مكانة مرموقة بين لغات العالم، فهي تأتي في المرتبة الرابعة أو الخامسة من حيث الانتشار العالمي.
وتكتسب اللغة العربية أهمية استثنائية بين المسلمين، حيث إنها لغة القرآن الكريم، ولغة الصلاة والدعاء، التي تربط بين المسلم وربه في كل زمان ومكان.
أصول اللغة العربية تعود إلى الجزيرة العربية منذ ما يزيد عن ألف عام، وقد انتشرت في أرجاء متعددة، بدايةً من القبائل البدوية في غرب الجزيرة العربية وصولًا إلى بلاد ما بين النهرين، وجبال لبنان غربًا، وشبه جزيرة سيناء جنوبًا. أما ضبط أشكال الحروف العربية فقد جاء على يد أبو الأسود الدؤلي، الذي أسس قواعد الكتابة والتشكيل، مما سهّل تعلم اللغة ونشرها بين الناس.
وتعود أقدم الدلائل على وجود اللغة العربية إلى القرن التاسع قبل الميلاد، حيث وجدت في نقوشٍ آشورية تحمل أسماءً عربية. ومن أهم الشواهد، نقش يعود إلى عام 328 م كتب باللغة العربية وبخط نبطي مشتق من الآرامية. هذا التطور التاريخي يعكس مرونة اللغة وقدرتها على التكيف مع مختلف الحضارات.
اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي كنزٌ من المعاني العميقة والفنون الأدبية. إنها لغة الفصاحة والبلاغة، الشعر والأدب. من خلال اللغة العربية نستلهم أفكارًا تعبر عن أحاسيسنا وقيمنا، فهي لغة توحد القلوب والمشاعر. علينا أن نعتز بهذه اللغة الجميلة، لغة الضاد، ونسعى لغرس حبها في الأجيال القادمة، كي نحافظ عليها وننشرها، لأنها ليست فقط تراثًا بل مستقبلنا أيضًا.
ويكفينا فخرًا أنها لغة القرآن الكريم، كما قال الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب:
“لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى”
فلنكن جميعًا سفراء لهذه اللغة، نذود عنها ونعمل على إحيائها وتعزيز مكانتها في العالم الرقمي والثقافي المعاصر.