في عصرنا الحالي، نادراً ما نجد من يجمع بين التفوق الدراسي أو حفظ القرآن الكريم والمهارات الرياضية، خصوصاً في كرة القدم، لما تتطلبه من جهد وتفرغ قد يتعارض أحياناً مع تحقيق التوازن المطلوب. ومع ذلك، هناك نماذج مشرقة تستحق الإعجاب والتقدير، وأحد هؤلاء هو الطالب الحافظ لكتاب الله واللاعب الواعد عبدالله عمر هوساوي. فهو لم يكتفِ بإنجاز حفظ القرآن الكريم، بل أظهر أيضاً مهارة فائقة في لعب كرة القدم، مما جعله مثالاً يحتذى به لكل من يسعى للتميز في مختلف جوانب الحياة.
خلال حضوري للمناورة الكروية التي أقامها فريق "صدى الجاليات"، أبهرتني المهارات الفريدة التي أظهرها هذا الشاب النحيل. وعندما استفسرت عنه، تبيّن لي أن التزامه بتلاوة القرآن وحفظه كان هدفاً سامياً وضعته أسرته منذ صغره، وكانوا يعملون بجد لتحقيقه. وبرغم التحديات الكبيرة التي تتطلبها هذه المهمة، إلا أن "عبدالله" تمكن من إتمام حفظ القرآن الكريم كاملاً، وهو ما يعكس قدراته العالية في الانضباط والالتزام والتركيز، وهو إنجاز بحد ذاته يستحق كل الإشادة.
ولكن ما يثير الإعجاب حقاً هو قدرة "عبدالله" على التوازن بين الدراسة، وحفظ القرآن، وهوايته المفضلة في كرة القدم. في عالم الكرة، لم يكن مجرد لاعب عادي، بل أظهر لمسات فنية مميزة، وقراءة ذكية للملعب، وتحكم رائع بالكرة. هذه المهارات لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة تدريب مستمر ومثابرة، إلى جانب إدارته الذكية لوقته بين التدريبات الرياضية وحلقة حفظ القرآن الكريم.
"عبدالله" هو مثال حي على أن النجاح في مجالين مختلفين تماماً ليس مستحيلاً. يمكن للشباب اليوم أن يجمعوا بين الأصالة والحداثة، بين الدين والرياضة، وبين العمل الجاد والاستمتاع بما يحبونه ، قصته تذكرنا دائماً بأن القوة لا تكمن في التخصص في مجال واحد فقط، بل في القدرة على التفوق في جوانب متعددة من الحياة ، نحن أمام طالب ولاعب يستحق الثناء، ليس فقط لإبداعه الرياضي أو لحفظه القرآن، بل لكونه نموذجاً ملهماً لكل من يسعى لتحقيق التوازن والنجاح.
فلاش :
كأفراد في المجتمع، علينا أن نحتفي بمثل هذه النماذج الشابة التي تلهمنا جميعاً، وتذكرنا بأن النجاح يأتي من العمل الجاد والاجتهاد. الجمع بين العلم والدين والرياضة لا ينتقص من قيمة أي جانب، بل يعزز قوة الشخصية والقدرة على التميز في شتى المجالات.
في النهاية، عبدالله هوساوي هو نموذج يستحق كل التقدير، ونتطلع لرؤية المزيد من إنجازاته، سواء في الملاعب أو في ميادين العلم. ولا شك أن خلف هذا النجاح عائلة متفانية ومجتمع داعم، ساهموا في تشكيل هذا النموذج المثالي. شكراً لكل من ساهم في دعم هذا الشاب الواعد، وشكراً لفريق "صدى الجاليات" شكرا لعراب الاهتمام بالناشئين في مكة الزميل عماد فلاته المكنى بــ"أبو حامد" على تكريم من يستحق التكريم.