يواصل الرحّالة والمغامر العُماني بخيت بن سالم العمري الحكلي رحلته الراجلة الكبيرة، وهو الآن في المرحلة الثانية منها، حيث تشمل زيارة العواصم الخليجية لدول مجلس التعاون الخليجي.
انطلق العمري من مسقط رأسه في عُمان الشقيقة، متجهًا إلى الإمارات، ثم إلى السعودية حيث وصل إلى مدينة الظهران. ومن هناك، عبر جسر الملك فهد إلى مملكة البحرين الشقيقة، حيث قضى يومًا واحدًا زار خلاله مجلس “المرباطي”، وهو مجلس أحد أجداده العمانيين المهاجرين، الذي عاش في البحرين بمنطقة المحرّق وتوفي فيها عام 1932م وسمي المجلس بالمرباطي كناية لمدينة المرباط في عمان مسقط رأس الرحال.
ثم توجه العمري إلى مدينة القطيف على الساحل الشرقي للسعودية، حيث زار عدة أماكن، منها سوق السمك الدولي، ونادي الساحل الرياضي والذي قدم له درع تذكاري وبعض الهدايا الرمزية تقديرا لمبادرته الرياضية، والتقى بعدد من شيوخ قبيلة الخالدي.
ثم انطلق إلى بلدة صفوة وبلدة أم الساهك، وزار متحف سالم الخالدي “أبو نايف”، الذي يحتوي على قطع أثرية ومقتنيات تاريخية تعود لأكثر من 300 عام، بالإضافة إلى حديقة الطيور والأزهار ومتحف الزهور البرية.
ومن هناك، توجّه إلى مدينة الجبيل حيث أقام لمدة أربعة أيام، استضافه فيها المهندس فؤاد الخالدي من الهيئة الملكية، وأكرمه بمأدبة طعام وأخذه في جولة شملت المعالم الأثرية والساحل الشرقي وبعض الحدائق. كما زار مجالس شيوخ القبائل في المنطقة الشرقية مثل مجلس قبيلة الخاطر، وقبيلة الهاجري، وقبيلة البو عينين، ومجلس الشيخ بندر بن بدر الخالدي
وخلال زيارته، استضافه المهندس مشعل الجمعة، أحد قيادي أرامكو في المنطقة الشرقية، كما التقى برجل الأعمال خالد زويد “أبو عيسى”، المعروف باقتنائه للسيارات الكلاسيكية، حيث أخذ العمري في جولة بسيارة “كاديلاك” كلاسيكية على شاطئ مدينة الجبيل، وقاما بجولة في “الممشى الصحي” الذي يراه العمري فريدًا من نوعه في الشرق الأوسط، لاحتوائه على مسارات رياضية وأجهزة متنوعة.
ومن الجبيل، انطلق إلى بلدة السفانية، وهي منطقة صناعية، حيث استقبله المهندس إبراهيم بن محمد أبو عشبة الخالدي وابنه المهندس عبد الله الخالدي من شركة أرامكو السعودية، وأقام له مأدبة عشام عبارة عن “ذبيحة” المطهوة بالطريقة العمانية المعروفة “بالشواء” وتعرف عندنا بالمدفون، واكلة اخرى اسمها “دوار السعادة” وهي عبارة عن خضار ودجاج او لحم مع الاجبان والفطر تطبخ على الصاج، وقضى فيها ليلة واحدة.
وفي صباح اليوم التالي، توجه العمري نحو مدينة الخفجي الحدودية مع الكويت، حيث من المقرر أن يستمر في السير لمدة يومين للوصول اليها وستةايام للوصول إلى العاصمة الكويتية، استكمالاً لرحلته الخليجية ومنها ينطلق الى القصيم ومنها الى المدينة المنورة.
وقد عبر العمري عن شكره للحكومة السعودية ممثلةً في وزارة الداخلية وأمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف آل سعود، لتسهيلهم رحلته وتأمينها، حيث صاحبته دوريتان أمنيتان تتابعان مسيرته عن بُعد، وايضا منسوبي الهيئة الملكية الذين استقبلوني واكرموني وزودوني بمعلومات عن المنطقة والنهضة العمرانية والصناعية بها.
ونتمنى للعمري رحلة ممتعة وآمنة، وسنوافيكم بتفاصيل رحلته حتى وصوله إلى المدينة المنورة، التي ستكون النقطة الأخيرة في المرحلة الثانية من رحلته الراجلة، علمًا بأنه قد قطع حتى اليوم أكثر من 1850 كيلومترًا منذ انطلاقه من مسقط.