هل المال يشتري السعادة ؟ سؤال مطروح منذ زمن بعيد ويتداوله الكثير من الناس حول العالم في الجمعات والمجالس وحتى بين أنفسهم ، لذلك الإجابة عليه تعتمد على مستوى عمق فلسفة الشخص لفهم ذاته وأين تُكمن سعادته ؟ البعض يقول البُكاء والحزن داخل طيارتي الخاصة أسعد من اكتئابي داخل مركبتي المستأجرة قبل أن أعبر عن وجهة نظري للسؤال ، سأروي لكم القصة التي استوقفتني لأكتب مقالاً بهذا العنوان ، كنت في أحد الرحلات ذاهباً لحضور مؤتمر في مجال عملي وبدأت بالتعرّف على ابراهيم ، ابراهيم يسافر كثيراً داخل وخارج المملكة حسب احتياج عمله، جهة عملة توفر له جميع سبل الراحة من حجوزات الطيران والفنادق والكثير من المزايا الغير محددة بمبلغ وسألته حينها ، هل انت سعيد يا ابراهيم بجميع هذه الخدمات ؟ أجاب إبراهيم لست كذلك ولو أتيحت لي فرصة أخرى لعمل مكتبي بنصف الراتب سأستقيل على الفور ، في هذه اللحظة شاركنا مصطفى الحديث وسأل ابراهيم هل من الممكن أن نتبادل الأدوار ، ونصبح كلانا سُعداء ؟ لا أهتم لأي وجهة يحتاجونني طالما يعوضوني بتلك المبالغ والخدمات، حينها سأكون سعيدا للغاية مصطفى موظف في قطاع خاص وعمله الروتيني يتطلب تواجده بالمكتب وكان مسافراً لزيارة اهله. عزيزي القاريء هل لامسك شعور مصطفى عندما كان يبحث عن المال ليكون سعيداً بينما المال لم يشتري سعادة ابراهيم. المال قد يكون وسيلة للسعادة بشكل مؤقت وليس دائم، حتماً لا يمكنك شراء السعادة لأنها شعور داخلي وأنت يا عزيزي المتحكم بمشاعرك المتعلقة بالرضا، اقتنع بما تملك لتكون سعيداً لان كثير يعتقدون أن الكل سعيد ومرتاح ولم يستوعبوا أن السعيد لا يملك كل شيء ولكنه يسعد بأي شيء يملكه في النهاية ، عش حياتك بسعادة وتذوّقها لأن كل نفس ذائقة الموت ولكن ليس كل نفس ذائقة الحياة