جرائم الأحداث: سوء استخدام التكنلوجيا قد تكون عاملاً في انتشار جرائم الأحداث :
زينة تروي قصة ابنتها: لم أعلم أن الهدية التي قدمتها لابنتي “ليا” في ذكرى ميلادها ستكتسب قصة قاسية وأليمة.
تعد التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية حيث تسهم في تسهيل التواصل والوصول إلى المعلومات ومع ذلك فإن سوء استخدام هذه التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة من نشر المعلومات المضللة إلى التنمر الإلكتروني، تتعدد الآثار السلبية التي يمكن أن تترتب على الاستخدام غير المسؤول للتكنولوجيا.
تعتبر فترة المراهقة مرحلة حيوية في حياة الأفراد حيث يتشكل فيها الهوية وتبنى العلاقات الاجتماعية ومع الانتشار الواسع للتكنولوجيا أصبح المراهقون أكثر تعرضًا للأدوات الرقمية مثل الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي رغم الفوائد العديدة التي تقدمها هذه التكنولوجيا إلا أن سوء استخدامها يمكن أن يكون له آثار سلبية عميقة على المراهقين تتراوح هذه الآثار من التنمر الإلكتروني وفقدان الخصوصية إلى الإدمان على الشاشات وتأثيرات سلبية على الصحة النفسية لذا من الضروري أن نفهم كيف يمكن أن تؤثر التكنولوجيا بشكل سلبي على هذه الفئة العمرية ونسعى لتعزيز الاستخدام المسؤول والآمن لها.
قصة زينة:
قالت: كنا فرحين أن ابنتنا التي تبلغ من العمر14 سنة تخطو بداية مشوارها في فترة المراهقة كانت متفوقة ومطيعة ومفضلة لدى الأستاذة، قررنا انا ووالدها أن نهديها هاتفاً ولكن منذ لحظة استلامها للهاتف و إنشائها حسابات على المواق التواصل بدأت المأساة….
وروت كيف بدأت ابنتها تنعزل تدريجاً بعد أشهر قليلة من إنشاء الحساب ووصفت تصرفات ابنتها ليا العدائية مع أخيها الذي يبلغ سبع سنوات حيث اصبحت ليا تردد هذه العبارات( اكرهكم، أريد اغادر المنزل، لا أريد أن أعيش بعد الان) و تناقش مواضيع غريبة مثل إن الحياة فارغة و أهمية الموت و ضرورة إنهاء الحياة.
هنا كان علينا التحرك قالت والدتها بدأنا بمراقبة حساباتها فوجدنا أنها منخرطة في مجموعة غريبة عن مجتمعنا يتناقشون من خلالها عن ضرورة التخلص من الحياة وكيفية اكتشاف السعادة في الموت و تفاصيل اخرى .
ختمت الأم قائلة بأنه كابوس انتهى وأنقذنا طفلتنا في اللحظات الأخيرة واصبحت ليا اليوم تخضع لعلاج نفسي مكثف ومحاطة باهتمام عائلي نستعيدها اليوم بعد أن كدنا نفقدها.
العقاب القانوني:
استغلال المراهقين بطرق تضر بصحتهم النفسية أو الجسدية تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون بشدة وتشمل العقوبة بالسجن لفترات طويلة أو الغرامة المالية خصوصاً إذا كان المستغل بالغاً والضحية قاصر.
بعض الجهات التي يمكن التواصل معها للإبلاغ عن هذه الجرائم:
إبلاغ الإدارة العامة لمكافحة الجرائم الإلكترونية حيث تتبع وزارة الداخلية و تعمل على مكافحة الجرائم الإلكترونية يمكن الإبلاغ عن الجرائم بالتحرش أو الاستغلال عبر الإنترنت من خلال موقعها الرسمي.
ويمكنك إبلاغ وزارة الموار البشرية و التنمية الاجتماعية حيث تتولى مسؤوليات تتعلق بحماية الأطفال و المراهقين ويمكن الإبلاغ عن أي حالات استغلال أو إساءة من خلالها.
من المهم الإبلاغ عن أي حالة تعتقد أنها تستدعي التدخل حيث يمكن أن تساعد هذه الجهات في حماية الضحايا وملاحقة الجناة.
نصائح تساعد في التقليل من مخاطر التكنلوجيا و حماية المراهقين:
• المراقبة في مرحلة المراهقة المبكرة ، وضع الحدود المناسبة أمر بالغ الأهمية و خصوصاً في محلة المراهقة المبكرة من10 إلى14 سنة فلابد المراقبة من البالغين في هذه المرحلة من خلال المراجعة المستمرة و المناقشة و التدريب على التعامل مع محتوى الوسائط الاجتماعية ، مع مراعاة أن تكون المراقبة متوازنة مع احتياج المراهقين للخصوصية.
• التدريب للحد من مخاطر الأذى النفسي من حيث العمل على تقليل أو إيقاف أي محتوى خطر قد يتعرض له الطفل مثل المنشورات المتعلقة بالانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الطعام و العنصرية و التمر.
• التحذير من المقارنة الاجتماعية ، ينبغي الحد من استخدام و سائل التواصل الاجتماعي للمقارنة لاسيما بين الفتيات وخصوصاً المحتوى المرتبط بالمظهر حيث يتكون لديهم صورة سلبية و سيئة عن الذات.
• الحوار و القدوة ، مع تقدم الأطفال في العمر و اكتساب مهارات القراءة و الكتابة يجب أن يتمتعوا بالمزيد من الخصوصية و الاستقلالية في استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي لكن هذا لا يمنع الاباء من إجراء حوار دائم و مفتوح حول ما يفعله أطفالهم على الإنترنت.
توصيات:
• تنظيم حملات توعوية في المدارس و المجتمعات حول مخاطر الإنترنت و سوء استخدام التكنلوجيا.
• تطوير محتوى تعليمي يركز على الاستخدام الآمن للتكنلوجيا.
• توفير تطبيقات تساعد على مراقبة الأنشطة الإلكترونية و المحتوى الذي يتعرض له المراهقون.
• تعليم المراهقين عن أهمية الإبلاغ عن أي سلوك غير مناسب يتعرضون له.
• دعم المراهقين في تطوير هواياتهم التي لا تتعلق بالتكنلوجيا.




