التنافس سمة طبيعية في الحياة البشرية، وهو قوة دافعة للتطور والإنجاز إذا وجه في المسار الصحيح، حيث تتنوع أشكال التنافس، ولكن يمكن تصنيفه إلى نوعين رئيسيين: (التنافس المحمود) الذي يبني ويطور، و (التنافس غير المحمود) الذي يهدم ويؤدي إلى الصراعات
و(التنافس المحمود).. هو الذي يرتكز على قيم نبيلة وأهداف سامية، حيث يسعى الأفراد أو الفرق لتحقيق التميز دون المساس بحقوق الآخرين أو الانتقاص من جهودهم.
ففي مجال التعليم، التنافس بين الطلاب يدفعهم لبذل أقصى جهدا لتحقيق التفوق الأكاديمي، وفي العمل، يحفز الموظفين لتقديم أفضل أداء، مما يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات أو الخدمات، وفي الرياضة، يعلم التنافس المحمود الروح الرياضية وقيم التعاون والاحترام.
(التنافس المحمود) يبني المجتمع وينشر ثقافة الاجتهاد والابتكار، حيث يلهم الآخرين للارتقاء بمستوياتهم دون الإضرار بالآخرين.
أما (التنافس غير المحمود) فهو على النقيض، وينشأ عندما تتحكم الأنانية والغيرة، مما يجعل الهدف هو التفوق بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين.
ففي بيئة العمل، قد يلجأ بعض (البشر) إلى تشويه سمعة زملائهم للحصول على ترقية، وفي المنافسات الرياضية، قد يستخدم البعض أساليب غير نزيهة للفوز، مثل الغش أو التلاعب بالنتائج، وفي الحياة الاجتماعية، التنافس السلبي ينتج الحسد والضغائن، مما يؤدي إلى انقسام العلاقات بين الأفراد ، وهذا النوع من التنافس لا يعزز القيم الأخلاقية، بل ينشر الفوضى ويؤدي إلى خسائر طويلة الأمد.
لكي يكون (التنافس) وسيلة للبناء وليس للهدم، يجب أن يضبط بضوابط أخلاقية وقيم إنسانية، على المؤسسات التعليمية والتربوية والاجتماعية دور كبير في غرس مفهوم التنافس الإيجابي، وتوضيح أن النجاح ليس فقط في التفوق على الآخرين، بل في تحقيق إنجازات ذات قيمة...
فلاش:
(التنافس المحمود).. يجعل من الحياة ساحة للتطوير والإنجاز، بينما (التنافس غير المحمود).. يحولها إلى ساحة صراع وهدم. علينا أن نُدرك أهمية (التنافس) الإيجابي، ونعمل على ترسيخ ثقافته، ليكون التقدم الفردي وسيلة لخدمة المجتمع بأسره، لا أداة لتحقيق مصالح شخصية ضيقة
والتنافس في مرحلة (الرواد) في الكشافة له أثر إيجابي كبير إذا ارتبط بالقيم الكشفية التي تُعلي من روح التعاون والاحترام المتبادل، عندما يتنافس رواد الكشافة وكبارها وفقًا لمبادئ الحركة الكشفية، يصبح التنافس وسيلة لتعزيز الإبداع، وتحقيق الإنجازات التي تخدم المجتمع، وتطوير الذات.
والقيم الكشفية مثل الإخلاص، والعمل بروح الفريق، والتفاني في خدمة الآخرين تجعل التنافس أكثر نبلاً وأقل تركيزًا على الفردية. ويُساهم هذا (التنافس) البناء في تعزيز العلاقات بين الرواد، وتحقيق أهداف الحركة الكشفية بروح من المحبة والتعاون، مما يُحقق التوازن بين الطموح الشخصي والمصلحة العامة، هذا علمي وسلامتكم.
ـــــــــــــ
رئيس التحرير