خطب وأم المصلين في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري، لصلاة الجمعة.
وموضوع الخطبة “الأخلاقُ بَريدُ كُلِّ أمرٍ بالتقوى؛ فهما متلازمان لا ينفكّان، والوصيَّة بهما صنوانٌ ” وتطرق فيها للاتي:
• مكارم الأخلاق لباسٌ تزيَّن به الأنبياء الأصفياء، ورداء تجمّل به الأتقياء الحُنَفاء، وهي أساسٌ من أسس الإسلام، وركيزة من ركائز الإيمان، ومظهر من مظاهر الإحسان.
• اشتملت الشريعة على أنفس الأعلاق في الآداب والأخلاق؛ ما بين تأديب وتربية، وتهذيب وترقية، وجماع ذلك كلّه في قول النبي ﷺ: «إنّما بُعِثْتُ لأتمم مكارم الأخلاق».
• منَّ اللهُ على نبيه ﷺ بكمال العقل والرأيِ الجزل والكلامِ الفصْل، وزيَّنه بالأعمال الصالحة، فكان له من الأخلاق أكملُها وأجلُّها، وحاز في كل خَصلة منها المقام الأعلى، والمنزلة الأسمى، وبلغ قمة الكمال الإنساني.
• قوله ﷺ: «إنّ من خياركم أحاسِنَكم أخلاقًا» دافعٌ لكُلِّ ذي دينٍ قويمٍ وعقل سليم إلى التخلّق بالأخلاق.
• حُسْنُ الخلق يُمْن، وسوؤُه شُؤْم، وأحسنُ الأخلاقِ ما جَمَّل صاحبَها وزان، وأرذُلها ما دَنَّسَهُ وشان.
• لا يقتصر حسن الخلق على طلاقة الوجه وطيب الكلام، بل هو أوسع في شريعة الإسلام؛ إذ يشمل بذل النّدى وكفّ الأذى، وفعل الأوامر والفضائل، واجتناب النواهي والرذائل.
• الأخلاق غرائز كامنة، تظهر بالاختيار، وتُقْهَرُ بالاضطرار، والعلم بالتعلُّم، والحلم بالتحلُّم، ومن يتحرَّ الخيرَ يُعْطَه، ومن يتوقَّ الشرّ يوقَه.
• ما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً خيرًا من خلُقٍ حسنٍ يدلُّه على الصلاح والتُّقى، ويردَعُه عن الفساد والرّدى، ومن طلب الأخلاق مخلصًا لربه مُتَّبِعًا لسنة نبيه ﷺ؛ سَعِدَ في الدارين، ونال الجزاء الأوفى.
• نظرية الأخلاق في الإسلام تقوم على أساسٍ عقديّ، وهي منهج متكاملٌ يطَّرِدُ باستقامة واتِّزان، وجمال وثبات، لا يتغيَّرُ بتغيُّرِ الزمان والمكان، ويشمل كلَّ أحوال المسلم.
• الأخلاقُ بَريدُ كُلِّ أمرٍ بالتقوى؛ فهما متلازمان لا ينفكّان، والوصيَّة بهما صنوانٌ.
• من تقوى الله تعالى أن النفس الشريفة تطلب الصيانة وتراعي النزاهة، فالنزاهة خلقٌ ثمين ومعدن أصيل، تُثْمر الورع، وتدفع الطمع، وتنمّي التقوى.
• النزاهة تُقاس بالديانة والصدق والعدل، وحفظ الوقت والجدّ في العمل، مع الأخذ بالأمانة والاهتمام بالمصلحة العامة.
• حين تضعف الديانة تضمحلُّ الأمانة، وتشيع الخيانة، ويدبُّ الفساد، فتصدأ الضمائر ويكثُرُ العقوق، وتُباع الذممُ وتستباح الحقوق.
• كلُّ انحراف عمّا وُضِعَتْ له الوظيفة فسادٌ وخيانةٌ وجريمةٌ، وهو مخالفة للأحكام الشرعية والقِيَم الأخلاقية والأنظمة المرعيّة.
• من تضييع الأمانة: الاعتداء على المال العامّ بالإهمال والتقصير والإسراف والتبذير، وقبض الرشوة والاختلاس، وتعطيل مصالح الناس.
• الخيانة في كل مالٍ يتولاه الإنسان من الكبائر المحرَّمة إجماعًا، وهي من أعظم الذنوب وأشرِّ العيوب، وهي عمل دنيء تعافه النفوس الكريمة، وتستقبحه العقول السليمة، وتردُّه الفِطَرُ القويمة.




