القرآن نور يُستضاء به في شؤون الدين والدنيا ، وهو منهج حياة متكاملة للفرد المسلم ، نزل بالأحكام والتشريعات والعبادات ، وأتبعته السنة النبوية ؛وهي أي السنة الطريقةالعملية بعد القرآن ، في التطبيق لتعاليم الدين .
وقد اختص الله تعالى الأمة الإسلامية بالعناية بحفظ كتاب الله تعلماً وتعليماً؛ لما فيه من الهداية والطريق المستقيم والبشائر بالخير ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ﴾ ٩ الإسراء.
والصحابة رضي لله عنهم اعتنوا بهذا القرآن وافتتحوا الحلقات لإقراء القرآن وحفظه وتواتره ، لاسيما مع الفتوحات الإسلامية وازدياد عدد المسلمين .
بلادنا المملكة العربية السعودية ولله الفضل والمنة ، تحضى
بنهضة ثقافية دينية ، مستمدة قواعدها من هذا الكتاب
والسنة النبوية ، وقد أولت تعليم القرآن وحفظه اهتماماً بالغاً
؛ فأسست الجمعيات الخيرية وأنشأت المدارس والِحلق منذ عام ١٣٨٢ هجري .. في مكة المكرمة، التي هي مهبط الوحي .. وحضيت بانتشاراً واسعاً وحضوراً في المحافل الدولية والداخلية التي تُعنى بالمسابقات والتنافس على حفظ كتاب الله ، طلباً للخيرية التي وعد الرسول صلى الله عليه وسلم بها ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه) أخرجه البخاري، وأن أهل الله تعالى وخاصته هم أهل القرآن الكريم. فقد روى النسائي وابن ماجه وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لله أهلين من الناس، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته. صححه الألباني.
ومن باب العلم بالشيء ولا يخفى على كثير من الناس
أن تلك الجمعيات وحِلق الحفظ ، ترعاها الدولة وتشرف عليها الجهات المختصة التي تخرج عدداً من الحفاظ سنواياً . إلى جانب تعزيز القيم الإسلامية ، وتعليم
أصول الشريعة والعقيدة الصحيحة ، والتي تُنمّي لدى الحافظ الاعتزاز بهويته الإسلامية
ولاريب أن هذه الحلقات والمدارس ؛ تُربي أبناء المسلمين على الوسطية المعتدلة وعلى أحسن الأخلاق ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ البقرة ١٤٣
لا غلو ولا تطرف ولا إرهاب ، كما يزعم أهل الباطل والمتأثرين بفكر الغرب ومنهجهم . ومناداتهم بإغلاق مدارس التحفيظ ظناً منهم أنها تخرّج الإرهاب.
والشاهد أن تلك المدارس والجمعيات لتحفيظ القران الكريم ، خرّجت أئمة الحرم والقضاة ورؤساء الكليات الشرعية ولله الحمد ، وإن كان هناك شواذ من الناس ؛ فهم من الذين خرجوا عن العلم الشرعي الصحيح .. واتبعوا الرهبانية في دينهم ، مثلهم كمثل الخوارج ، وهم طائفة خرجت على أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي لله عنه
ووصفهم الرسول صلى الله وسلم بقوله : ( كما روى مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة .
إن جميع الحملات التي يشنّها أعداء الإسلام على حلق القرآن والمؤسسات التابعة لها ، ماهي إلا فتنة مظلة
يريدون من خلالها ، طمس الهوية الإسلامية ، وكل عمل يخدم الدين الإسلامي والتوجهات التربوية الدينية .
والمتأمل في حال طلاب وطالبات حلق حفظ القرآن الكريم
بمستوى أعمارهم .. يظهر له جليا ؛ حسن الأدب والخلق
والتفوق العلمي والمهارات الإبداعية مقارنة بغيرهم
وإن كان من كلمة حق أقولها : أنني تعلمت في حلق القرآن مالم أتعلمه في المدارس العامة واكتسبت أفضل العلوم الشرعية والحصيلة الفكرية واللغوية وتفوقت على أقراني بفضل الله ثم بركة وخلق القرآن .
بقي أن أقول لكل من يدعي أن مدارس وحلق الحفظ تخرج
الإرهاب ، أذهب بنفسك إلى الحلق وأجلس في مصافهم
لساعة ، وأستمع لكتاب الله ، وتدبر معانيه ، وشنف سمعك وقلبك لتلاوته، ستجد أثر ذلك على روحك نوراً ليس كمثله نور ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّه إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) ٣٢ التوبة
التعليقات 2
2 pings
خلود احمد الهلال
26/11/2017 في 7:06 ص[3] رابط التعليق
لاشلت يداك ياأخية/ ونحن نضم صدى حرفك لكل من ينادي بذلك…نفع الله بكلماتك
ابوعمار
26/11/2017 في 8:26 م[3] رابط التعليق
جزاكم الله خيرا على هذا الطرح …ويكفينا في رسم خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذى رسمته لنا امنا الحبيبة عائشه رضى الله عنها ..عندما سئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم فكان ردها كان خلقه القران