تَعودُ أصولُ كرةِ القَدَم إلى الصَّينِ القَديمَة، ثُم مِنهَا إلى شَوارعِ انجلترَا في العُصورِ الوسْطى فِي نُسختِها الحَديثَة كمَا تُشير إليهِ مُعظم المَصَادر التَّاريخِية، ومُنذُ ذلكَ الظُهور التَّاريخِي وما تَبعهُ وكرَة القَدم لمْ تَعدْ تلكَ الرِّياضَة المُسليةُ فحَسبْ؛ ولا تلكَ اللُعبَة التي يَقضي النَّاس أوقاتَ فَراغِهم لِممَارستِها أو متَابعتِها فَقط، بَل أنهَا بَاتت اليَوم عِندَ صُناعهَا صِناعَة ورَكيزَة وأحَد أهَم الوسَائل المُسَاهمَة في التَّنمية الاقتصَادِية والتَّرفيهية والتي تَسعَى الشعُوب لتَحقيقهَا، وأصبحَت وسِيلة لِرقِي الدُّول والشعُوب بِرُقيهَا لا بجانِبها السِلبي الذي يختَلفُ ظُهورهِ من مكَانٍ لآخر ومن ثَقافةٍ لأخرىٰ.
وقَد تَبنَّت الأمم المُتحدَة مَوضوع "الريَاضة من أجلِ التَّنمية والسَّلام" مُنذ عَام 2001م مَما يُظهرُ ارتبَاطًا وثيقًا بين الريَاضة وجَوانب الحَياةِ الأخرىٰ.
إن الطَفرة التَّنمويةَ العَالية التِّي تَشهدهَا كَافة الأصعِدة في المَملكة، وبالأخصِ مِنها الجَانب الريَاضِي تَجعلهَا قَادرة عَلى استضَافة أي حَدثٍ عَـالَمِي.
فَفي 4 أكتوبر 2023م أعلنتَ المملكة العربية السعودية نِيّتها التَّرشح لاستضَافة بُطولة كَأس العَالم عَام 2034م للمَرة الأولى، وجَاء في البَيان الذي نَشرهُ الاتحاد السُعودِي لكرة القَدم أنهُ "يهدف كأس عَالم 2034 إلى تَقديم بُطولة عَالمية المُستوى، وسَتستمِد الإلهَام مِن التَّحول الاجتمَاعي والاقتصَادِي المُستمر فِي السعودية، والشَغف العَميق لكرة القَدم فِي البِلاد" طَبعًا العَمل والتَّخطِيط لذَلك كَان بسَنوات قَبل إعلان نِيةُ الاستضَافة.
ومن نتَائج ذلكَ العَمل والشغفُ المُبهرة والتي تملأ كل الريَاضِيين وغَير الريَاضِيين فَرحًا وفَخرًا إعلان الفَوز باستضَافة المَملكة العَربية السعودِية بَطولة كَأس العَـالم 2034م، مُنفرةً بحدثٍ هو الأولُ من نوعهِ في تاريخ البُطولة بمُشاركة 48 منتَخبًا، إنها خُطواتٌ متسَارعةٌ مسَابقةٌ لزمَنها، حَيث إن المَملكةَ تُشهد تَحولاً تاريخيًا غير مُسبوق، ونُموًا ملحُوظًا تدعَمه رُؤية 2030م مُحققةً بذلكَ تَقدمًا مُذهلاً ومَكسبًا رَائعًا.
نُهنئ ونُبارِك لخَادم الحَرمين الشَّريفين ولولِي العَهد رَئيس مَجلسُ الوزرَاء وللشعب السعُودي استضَافة كَأس العَـالم 2034م.