البعض يظن أن الحياة مراحل مقسمة لا يجوز أن تجتمع، يجعل العشرينات للسعي والمحاولات، والثلاثين تكوين الأسر والإنتاج وفي الأربعين التصاعد المهني والأسري ويظن ان الخمسينات مرحلة جني الثمار.
وأعتقد أنا؛ بأن الحقب الزمنية مجرد تعداد وأعمارنا مجرد أرقام مسجلة لا تمنعنا من فعل أي شيء، أحلامنا تولد معنا وترافقنا حتى آخر العمر، ورغم أهمية العامل الزمني في الوصول إلى اهدافنا؛ إلا أن التركيز عليه نارٌ تحرقنا ونحن نترقبه خائفين من أن نكبر ولا نصل.
يجب ان نخلق تناغم بين كل المراحل العمرية التي نقطعها ونرضى عن كل هدف حققناه حتى وان كنا نرغب ولدينا المزيد.
وإن الأنفس طاقة، تنمو وتتجدد وتتمرس مع كل يوم نعيشه، فنحن كيانٌ مرن بطبيعته الفسيولوجية ، وما كنا نعطيه بالأمس لدينا أضعافه اليوم وغداً، فلا ينبغي أن نقلق حيالَ كل عام يمر، ويزعجنا " النيو يير "، طالما نحن على قيد الحياة مازال لأحلامنا ونجاحاتنا بقية.
الشكر يا عزيزي القارىء يشحذُ الهمم ويقوّي الرغبة في المزيد من العطاء، اشكرْ أقدارك ، مساعيك ، الفرص المُسخرة لك والأشخاص من حولك، نفسك المثابرة، هنيء نفسك بما لديك وما أنت عليه، اسقِ رغباتك بالرضا والثناء؛ لتزيد ثمارها، عِشْ وكأنك فارس مغوار وصل إلى قمة أحلامه هذا العام، احتفل .. فوالله لستَ خالِ الوفاض، وإن تمعن كل واحد منا في ما مضى هذا العام؛ لَـوَجَد أن غنيمته كبيرة، يُقال: " من لا يملكْ روح عمره فحياتُه كلها شقاء"، والرضا يضيفُ إلى حياتنا الروح ، ويكسبنا الأمل والرغبة في الوصول إلى المزيد.
عامٌ جديد وحلمٌ آخر ، وعسى أن نتلاقى في أعوام قادمة محتفلين جمعاً بمزيد من التقدم ورخاء الأحلام.
بقلم - أسماء الموسى
” New Year مزعج .!”
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/294780/