تبدأ مرحلة جديدة لبعض الموظفين بإحالتهم إلى التقاعد بسبب بلوغهم السن النظامي في الخدمة ، نسأل الله أن لا يحرمهم الأجر والثواب على جهودهم التي بذلوها في ذلك ونقف معهم عشر وقفات .
الوقفة الأولى:-
ان من نعم الله على الإنسان أن يحال إلى التقاعد وهو صحيح الجسم سليم العقل بعد أن امضى سنوات من عمره في سعى في هذه الوظيفة ، فاشكر ربك على هذه النعمة وتذكر انه قد حان الوقت الذي تتفرغ فيه لطاعة ربك قال الله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)}[الشرح::7].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: “أي: إذا فرغتَ من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها، فانصبْ في العبادة، وقم إليها نشيطًا فارغَ البال، وأخلصْ لربك النيّة والرغبة” تفسير ابن كثير، (8/433).
الوقفة الثانية :-
لكل متقاعد أن يجعل همه الانصراف إلى طاعة الله التي من أجلها خلق ، وان يكون أكبر همه تحقيق التوحيد والعمل به والدعوة إليه والحذر من الشرك وأهله .
ثم العناية بالصلاة التي هي أهم الفروض بعد التوحيد فلا يتأخر عنها ويقيمها كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ويحافظ على السنن التي فيها والسنن الرواتب والنوافل في اليوم والليلة
وليقم ما تيسر من الليل في أوله أو أخره فإن صلاة الليل من علامات توفيق الله للعبد في الحياة
الوقفة الثالثة:-
الاقبال على كتاب الله يتلوه ويحفظه ليعوض مافاته ، وليكن له ورد يومي لا يتركه ، لختم القرآنَ الكريم في أيام معدودة،
وليكثر من ذكر الله والاستغفار وليجعل لسانه رطباً بذكر الله فكم شغل لسانه بالقيل والقال .
قال ابن القيم : إذا انكشف الغطاء للناس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم لم يروا عملاً أفضل ثواباً من الذكر... فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون ما كان شيء أيسر علينا من الذكر.
الوقفة الرابعة:-
استغلال الأيام الفاضلة بصيام النفل مثل يوم الاثنين والخميس وايام البيض .
الوقفة الخامسة:-
الحرص على صلة الارحام والتودد إليهم بالأموال و زيارتهم ومشاركتهم في الأفراح و التعزية في الاحزان .
الوقفة السادسة:-
تفقد الفقراء والمساكين من الأقارب والجيران وغيرهم بالإحسان اليهم بالمال والجاه والخلق .
الوقفة السابعة:-
الإكثار من زيارة مكة المكرمة والمدينة النبوية والصلاة في الحرم المكي و النبوي للفوز بمضاعفة الأجر .
الوقفة الثامنة:-
المسارعة للخيرات بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمن دل على هدى كان له من الأجر مثل من تبعه .
الوقفة التاسعة :-
عدم التفريط في حضور مجالس العلم و الاطلاع على العلم فمن يرد الله به خيرا يفقه في الدين وتجنب مجالس الغفلة واللهو والقيل والقال .
الوقفة العاشرة :-
الحرص على توجيه وتقديم الخبرات النافعة لمن يحتاجها من الأبناء و الأقارب والمعارف فلا تبخل عليهم بما لديه من معلومات، وما تميز به من خبرات.
وتذكر أنك مهما جمعت من الدنيا وحققت من الأمنيات لن تجد أجمل من أمنية نبي الله يوسف عليه السلام ( ( تَوفنِي مٌسْلِماً وألحقنِي بِالصّالِحين )