تُعتبر الحركة الكشفية في اَلْمَمْلَكَة اَلْعَرَبِيَّةِ اَلسُّعُودِيَّةِ من أبرز الحركات التطوعية التي تسهم بشكل كبير في خدمة المجتمع المحلي، خصوصًا في مجال خدمة الحجاج والمعتمرين. فقد أصبحت الكشافة السعودية رمزًا من رموز العمل التطوعي المتميز، وتمكنت من تجسيد رسالتها السامية في تقديم الدعم والمساعدة للزوار في المشاعر المقدسة، مما يعكس الدور الحيوي الذي تلعبه في خدمة ضيوف الرحمن.
لكن في الوقت ذاته، يشهد الخليج العربي طفرة واضحة في النشاط الكشفي على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تحتضن المنطقة فعاليات كشفية متعددة. فقبل شهر، استضافت الكويت الملتقى الكشفي الدولي، وفي الوقت الحالي تستضيف الإمارات العربية المتحدة اللقاء الكشفي الدولي العاشر تحت شعار "الكشفية والتنمية المستدامة". ورغم هذه الأنشطة الإقليمية والدولية المتزايدة، تظهر تساؤلات حول سبب عدم إقدام جَمْعِيَّة اَلْكَشَّافَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلسُّعُودِيَّةِ على استضافة مثل هذه المناسبات الكشفية العالمية.
في اعتقادي، أن أسباب عدم المشاركة الفعالة في الفعاليات الكشفية الدولية قد يكون أحد الأسباب الرئيسية هو تركيز جمعية الكشافة السعودية على الأنشطة المحلية، خاصة في خدمة الحجاج والمعتمرين، وهو مشروع تطوعي كبير يتطلب جهودًا ضخمة. ولذلك، قد لا تجد الجمعية الوقت أو الموارد للمشاركة الفعالة في الأنشطة الكشفية الدولية.
كما أن الكشافة السعودية تواجه تحديات لوجستية في تنظيم وتنسيق الفرق المشاركة في الفعاليات الدولية. فقد يتطلب الأمر ترتيبات معقدة من حيث التنقل، الإقامة، والتنسيق مع الجهات المنظمة في الدول المستضيفة.
وقد تكون هناك فجوات في التواصل بين جمعية الكشافة السعودية ومنظمي الفعاليات الدولية، مما يؤدي إلى تأخر في التنسيق أو إلى عدم توجيه الدعوات المناسبة للمشاركة في مثل هذه الفعاليات.
إلى جانب سعي القائمين على الكشافة السعودية إلى خدمة الوطن بشكل أساسي، وقد يكون من الصعب التوفيق بين الواجبات المحلية والالتزامات الدولية. كما أن المملكة العربية السعودية تتمتع بمكانة خاصة في العالم الإسلامي، ويُعتبر دعم الأنشطة المحلية أكثر أولوية في بعض الأحيان.
ورغم غياب المشاركة الدولية الواضحة في بعض المناسبات، إلا أن الكشافة السعودية تركز بشكل كبير على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في إطار العمل المحلي. فقد تساهم الأنشطة المحلية في تعزيز التنمية المستدامة على مستوى المملكة، وهو ما يتناغم مع رؤية السعودية 2030.
على الرغم من تركيز الكشافة السعودية على الأنشطة المحلية، إلا أن المشاركة في الفعاليات الكشفية الدولية سيكون لها عدة إيجابيات، من بينها:
- تعزيز العلاقات الدولية: لان المشاركة في الفعاليات الدولية توفر فرصًا لتوطيد العلاقات مع الحركات الكشفية في دول أخرى، مما يساعد في تبادل الخبرات والممارسات الجيدة في مجال العمل التطوعي.
- اكتساب مهارات جديدة: حيث يمكن لأعضاء الكشافة السعوديين أن يستفيدوا من تعلم مهارات جديدة وتطوير قدراتهم الشخصية من خلال التفاعل مع فرق كشفية من ثقافات متنوعة.
- زيادة الوعي العالمي بدور الكشافة السعودية: حيث ستساهم المشاركة في إبراز دور الكشافة السعودية على الساحة الدولية، مما يعزز من صورتها كداعم رئيسي للعمل التطوعي والخيري.
- المساهمة في قضايا عالمية: لان المشاركة في فعاليات مثل اللقاء الكشفي الدولي العاشر تحت شعار "الكشفية والتنمية المستدامة" تمكن الكشافة السعودية من المساهمة في قضايا عالمية مهمة مثل حماية البيئة والتنمية المستدامة.
وأخيرًا، لا شك أن جَمْعِيَّة اَلْكَشَّافَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلسُّعُودِيَّةِ تقوم بدور رائد في خدمة المجتمع المحلي، وتستحق كل التقدير على جهودها في خدمة الحجاج والمعتمرين. ومع ذلك، سيكون من المفيد أن تعيد الجمعية النظر في استراتيجياتها تجاه الفعاليات الكشفية الدولية، والسعي لاستضافتها، وتبحث عن سبل المشاركة بشكل أوسع في هذه المناسبات. فهذا سيساهم في تعزيز حضورها الدولي ويزيد من فرص تبادل الخبرات مع الحركات الكشفية الأخرى، مما ينعكس إيجابًا على عملها المحلي ، كما أن في الاستضافة الدولية تحقيق لمتطلبات رؤية البلاد المباركة 2030 ، هذا علمي وسلامتكم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير رائد كشفي





