النية ليست مجرد كلمة، بل هي بوصلة القلوب، فهي التي تمنح الأعمال قيمتها الحقيقية، وترسم الغاية من كل خطوة يخطوها الإنسان. في الحديث الشريف، يقول النبي ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات” (رواه البخاري ومسلم)، ليؤكد لنا أن القصد الخالص هو جوهر العمل، وأن ما يُبتغى به وجه الله يبقى، وما يُراد به غيره يضمحل.
ومن رحمة الله أن الأجر لا يرتبط بالفعل وحده، بل حتى النية الصادقة تُثيب صاحبها، كما جاء في الحديث:
“إنما الدنيا لأربعة نفر: رجل آتاه الله علما ومالًا فهو يعمل بعلمه، ورجل يقول: لو آتاني الله مثل ما آتاه لعملت كما يعمل، فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه الله مالًا ولم يؤته علمًا فهو يتخبط في ماله، ورجل يقول: لو آتاني الله مثل ما آتاه لعملت كما يعمل، فهما في الوزر سواء.” (رواه الترمذي).
اللهم أصلح لنا نياتنا، وبارك لنا في أعمالنا، واجعل مسعانا خالصًا لك وحدك، وحقق لنا أسمى الغايات في جناتك.
التخلص من سوء النية.. نقاء القلب أولًا
سوء النية قد يتسلل إلى القلوب فيضعفها، ويشوّه صفاءها، وقد يظهر في التفاوض، حيث يُظهر أحد الأطراف رغبته في التسوية، بينما هو في الحقيقة لا ينوي ذلك. فكيف نتخلص من هذا الداء الخفي؟
• الاستعانة بالله والتوكل عليه، مع حسن الظن برحمته، والثقة بأن الخير فيما يختاره لنا.
• المداومة على الرقية الشرعية من ذكرٍ وقرآنٍ ودعاء، لتحصين القلب من وساوس الشيطان.
• التحلي بالصبر والهدوء، والإيمان بأن الله يجازي النوايا كما يجازي الأعمال.
• الإكثار من الاستغفار، فهو نور القلوب وممحاة الذنوب.
اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، ظلمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعًا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.





