الحلقة … (1) …. صلاة التراويح عشية دخول الشهر
في كل زاوية من زوايا شهر رمضان، تتجلى روحانية خاصة، تحمل في طياتها ملامح التآلف والمودة بين الناس. هذا الشهر ليس مجرد أيام نصوم فيها، بل هو فترة زمنية تتجدد فيها العادات والتقاليد التي ترسخ قيم العطاء والتواصل. وفي كل يوم من أيامه، نأخذكم في هذه الزاوية لاستكشاف عادة اجتماعية أو عبادة تضيف إلى أجوائه لمسة من الدفء والروحانية، فتتحول إلى جزء لا يتجزأ من ذاكرة الأجيال المتعاقبة. في هذه السلسلة اليومية، سنسلط الضوء على واحدة من تلك العادات، نستعرض جذورها وأثرها في المجتمع، ونتأمل كيف تبقى حاضرة في قلوب الصائمين عامًا بعد عام.
حلقتنا اليوم عن صلاة التراويح عشية حلول شهر رمضان المبارك
ففي مساء الامس بدأت صلاة التراويح مع أول ليلة من رمضان، ومع إعلان ميلاد هلال شهر رمضان المبارك، تملأ المساجد بالمصلين الذين يتوافدون إليها لأداء صلاة التراويح. تسود أجواء روحانية عامرة بالإيمان والطمأنينة. تُعد هذه الصلاة من أبرز العبادات التي يحرص المسلمون على أدائها في هذا الشهر الفضيل، طلبًا للأجر والمغفرة، واتباعًا لسنة النبي محمد ﷺ.
أهمية صلاة التراويح
تمثل صلاة التراويح سنة مؤكدة يؤديها المسلمون بعد صلاة العشاء في ليالي رمضان. إنها فرصة عظيمة للتقرب إلى الله عز وجل، وقراءة القرآن الكريم، والتدبر في معانيه.
أجواء المساجد في صلاة التراويح
تعيش المساجد في رمضان أجواءً إيمانية مميزة، حيث تضاء أروقتها بالمصلين من مختلف الأعمار، يجتمعون بخشوع وتضرع، مرددين الآيات القرآنية خلف الأئمة الذين يحرصون على ترتيل القرآن بخشوع وتدبر. وفي العشر الأواخر، تمتد الصلاة حتى ساعات الفجر، ويكثر فيها الدعاء والاستغفار.، وذروة هذه الأجواء في المسجد الحرام حيث يرتاده ملايين البشر في اليوم والليله
الإقبال المتزايد ودور المجتمع
يشهد رمضان تزايدًا ملحوظًا في أعداد المصلين، حيث يحرص كثيرون على تخصيص أوقاتهم للعبادة، بعيدًا عن مشاغل الحياة اليومية. وتساهم إدارات المساجد والمتطوعون في تنظيم دخول وخروج المصلين، وتوفير سبل الراحة لهم، مثل الماء والتمر، إضافة إلى تجهيز أماكن مخصصة لكبار السن والنساء.
أجواء الحرم المكي الشريف
في مساء الأمس، بدأ شهر رمضان المبارك – ولله الحمد – وحظيت بصلاة التراويح في المسجد الحرام، حيث الأجواء الروحانية العميقة، وازدحام المصلين. سررت بمناظر الطائفين والركع السجود، وما أثلج صدري في البيت العتيق مشاركة شبابنا الأعزاء من “الكشافة”، وهم يتفانون في خدمة ضيوف بيت الله الحرام.ويستمرون طوال الشهر الفضيل ، عملوا بجد وإخلاص خلال السنوات الماشية حتى اصبحوا ماركة مسجلة في العمل التطوعي في الحرم المكي الشريف
وكان الحرم المكي الشريف، أمس، يعيش أجواء روحانية مهيبة، حيث توافد الآلاف من المصلين والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم لاستقبال الشهر الكريم. تمتزج مشاعر الفرح والرهبة بين جموع المسلمين، وتصدح جنبات المسجد الحرام بالتكبير والدعاء، في مشهد إيماني مؤثر. امتلأت أروقة الحرم بالطائفين حول الكعبة المشرفة، وتضاعفت الجهود التنظيمية لضمان راحة الزوار، مع استعدادات مكثفة من الجهات المعنية لاستقبال الأعداد الكبيرة. تضاء المآذن بأنوارها البهية، ويتردد صوت الأذان بإحساس عميق يلامس القلوب، فيما يتنافس المسلمون في الدعاء والتضرع، راجين بلوغ رمضان بقلوب صافية ونفوس مقبلة على الطاعة.
تظل صلاة التراويح والتهجد من أعظم النعم التي يحرص المسلمون على اغتنامها في رمضان. فهي ليست مجرد صلوات، بل محطة إيمانية تعزز القرب من الله وتجدد العزيمة على الطاعة. ومع استمرار هذه الأجواء الروحانية، يتجدد الإيمان وتزداد النفوس طمأنينة، في انتظار نفحات الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفي سنة التراويح تحقيق لاجتماعية المسلمين طوال الشهر ، وتسهم في تقوية أواصر العلاقة بين مرتادي الصلاة في الجوامع والمساجد حتى في المسجد الحرام الكبير جدا ، وهذه صوره تتكرر في عالمنا العربي والإسلامي قاطبة
تابعونا غدا حلقة جديدة نسلط الضوء خلالها على رمضانيات: عادات تبقى وتُحيا
