مع تسارع أيام الشهر الفضيل وفي اليوم الرابع ـ أسأل الله لكم إيماناً كاملاً ويقيناً صادقاً ورزقاً واسعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وحلالاً طيباً وخيراً جامعاً ودعاءاً مستجاباً وبيتاً آمناً ـ لا تنتهي قصصنا مع المطوفين والمطوفات فكما برع المطوفين برعت العديد من المطوفات في خدمة الحجاج فلم يكن العمل مقتصراً على الرجال بل حتى النساء كان لهم دور مهم في ذلك وخاصة ما يتعلق بالجانب النسائي وخصوصياتهم منذ أن عرفت المهنة فعمل المرأة ومشاركتها في الخدمة من سماحة الإسلام .
وما نرى ونشاهد من نبوغ بناتنا في شتى المجالات وتمكينهم وفق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 شاهد على نجاحهم وتفوقهم محلياً وعالمياً .
هذه المرة من شعب عامر ذلك الحي القديم الذي كان في الجاهلية وصدر الإسلام، لبني عامر بن لؤي بن غالب من قريش شعب عامر يقع في الجهة الشمالية للحرم المكي ، ويشرف الشعب على جبل خندمة الذي يحتضنه من الجهة الجنوبية، ويشتهر الشعب بقربه من أهم أسواق مكة القديمة التي تمت إزالتها وهي أسواق الغزة والجودرية وسوق الليل والخريق وحراج الغنم، وعرف الحي بأنه احتضن مقار عدة جهات حكومية منها إدارة البرق والبريد والمدرسة السعودية الابتدائية.
لنتعرف على ضيفتنا :
الوقفة الأولى عرفينا بشخصيتك الكريمة ؟
الاسم : وفاء محمد نور عبداله مندر.
مواليد : مكة المكرمة .
الوقفة الثانية :
حدثينا عن المكان الذي ولدتي ونشأتي فيه :
من مواليد حي( شعب علي ) وعشت في ( شعب عامر )ودرست المرحلة الابتدائية في المدرسة الخامسة والعشرون .
أما المتوسطة فكانت في المدرسة الأولى في المعابدة .
اما المرحلة الثانوية فكانت في الثانوية الثانية بالعزيزية .
ثم انتقلنا إلى حي العزيزية .
وأكملت المرحلة الجامعية للبكالوريوس في جامعة أم القرى ومن ثم الماجستير والدكتوراه في نفس الجامعة تخصص ” تعليم الكتروني ”
أما الحياة الاجتماعية فكانت جميلة بسيطة لتقارب المستويات ، والناس تجمعهم صفات حلوة الجوار الذي يسوده الحب والود والاحترام بتأدية حقوق الجار وأخص جيلنا جيل الثمانينات الهجرية أثرت فينا تلك الصفات في مبادئنا وشخصياتنا في معاملاتنا مع الناس في الحياة داخل المملكة العربية وخارجها ولا زلنا نتمتع بها ، كان الحي بالنسبة لنا كالأسرة الصغيرة عشنا فيه مع تلك المبادئ التي ذكرت .
الوقفة الثالثة : رمضان قديماً
حدثينا عن رمضان قديماً؟
رمضان أيامه أجمل أيام العام بالإجماع بين الأهل والجيران بثقافتنا الدينية البسيطة ونفوسنا الجميلة .
رمضان يشكل كرنفال لتبادل الهدايا والوجبات بين الأسر بالاستعداد المبكر والتجهيز في كل البيوت وتقريباً لا تختلف الطرق ليكون يوم رمضان يوم متكامل من السحور إلى الفطور .
وقد أدركنا الدراسة في شهر رمضان قديماً عندما كنا في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ولم نكن نشعر بأي تعب أو تأثير على التحصيل العلمي ، فالوقت فيه بركة كثيرة ويتسع لقضاء جميع الأعمال والواجبات المدرسية والمنزلية .
الوقفة الرابعة قصص في الذاكرة :
اذكري لنا قصة ارتبطت بالطوافة في رمضان :
سمعت ممن هم أكبر مني سناً أن جدي الشيخ عبداله مندر وستاتي ( رحمة مندر وشقيقاتها ) ، كان الحجاج يأتوهم من وقت مبكر حتى قبل دخول شهر رمضان ، لكن ما أذكره وصول الحجاج في شهر شوال وهذا ما وعيت عليه .
لكن مما رسخ في ذهني ولاحظته زوجة جدي عبداله مندر وكان الحجاج ينادونه ب” شيخ ” ستي ( رقية شافعي ) معاملتها للحجاج أثرت في نفسي وعلاقتها مع ضيفات الرحمن عندما كانوا يزورونها وتقوم بتقديم الهدايا لهم وكذلك هن يقدمن الهدايا لها فذلك أول ما شاهدته في صغري .
إضافة إلى تقديم الرعاية والاهتمام والإرشاد الديني في خصوصية تامة .
كما اذكر مشاعر الفرح بالاحتفال بعيد الحج ما يسمى ” الجوجو” ويكمن ذلك الاحتفال في شرشف ابيض نضع فيه الحلوى والريالات المعدنية ثم يتم نثرها على الحجاج ـ حجو وجوا ـ وهو مظهر من مظاهر الاحتفاء بأداء نسك الحج .
وقد عاصرت أعمال الحج على ثلاث مراحل .
المرحلة الأولى التقليدية : كانت تشارك المرأة المطوفة في الأعمال بشكل تقليدي ومباشر.
المرحلة الثانية المؤسسات : انتقل دورة المرأة من العمل التقليدي الى العمل المؤسسي وقد كانت مجهودات شخصية ممثلة في اللجان الموسمية وأخرى تطوعية . وقد دخلن المساهمات مجالس الإدارة بالتعين ولمدة عامين فقط .
المرحلة الثالثة الشركات: بالرغم من وجود الكفاءات والخبرات إلا أنه لم تحظى المرأة بالدخول في مجالس الإدارات ونتطلع لأن يكون لنا دور كبير وفعال في مجالس إدارات الشركات مستقبلاً .
الوقفة الخامسة الخاتمة :
اختمي لنا بخاتمة :
أهنئ وطني وقيادتي بهذا الشهر الكريم وأسأل الله تعالى أن يديم علينا عمار الأوطان والأمن والأمان وجميع افراد الشعب السعودي واخواني واخواتي وكل من يقدم الخدمة للحجاج والمعتمرين ضيوف الرحمن .
وأسأل الله تعالى أن تتوالى علينا مواسم الطاعات والسنوات في أمن وأمان وشكرا لكم.
