
الزكاة ركن من أركان الإسلام ثبت ذلك بالكتاب والسنة والإجماع ، ولمكانتها قرنها الله بالصلاة في مواضع كثيرة من القرآن ، تعظيما ًلشأنها .
❍ قال تعالى : «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» [النور: 56]،
❍ وجعل في ادائها تطهيراً من البخل والشح ومن الذنوب ،
❍ يقول الله جل وعلا : { خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [ سورة التوبة: 103] دلت هذه الاية على وجوب الزكاة المفروضة ، وانها { تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } أي: تطهرهم من الذنوب والأخلاق الرذيلة { وَتُزَكِّيهِمْ } أي : تنميهم، وتزيد في أخلاقهم الحسنة، وأعمالهم الصالحة، وتزيد في ثوابهم الدنيوي والأخروي، وتنمي أموالهم.
❍ ويقول سبحانه وتعالى : { وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلْقَيِّمَةِ }[سورة البينة اية 5]
❍ وقد خص الله الصلاة والزكاة [بالذكر] مع أنهما داخلان في قوله : { لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ } لفضلهما وشرفهما، وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع شرائع الدين
❖ وقال جل وعلا : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )، ومن صفات المؤمنين بذل الزكاة طيبة بها نفوسهم قال تعالى : ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) [سورة الذاريات آية 19]
❖ وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم :”بني الإسلام على خمس : شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً”
تعريف الزكاة : الزكاة في لغة : النماء والتطهير ، بمعنى : الزيادة والطهارة.
❖ والزكاة شرعًا هي : حقٌّ معلوم واجبٌ في مالٍ بشروط، لطائفة مُعيَّنة، في وقت مُحدَّد.
شروط الزكاة:
❖ أَنَّ الزَّكَاةَ فِي الْمَالِ لَا تَجِبُ إِلَّا إِذَا تَوَفَّرَتْ شُرُوطُهَا، وَهِيَ ثَمَانِيَةٌ :
(الْأَوَّلُ) الْإِسْلَامُ: فَلَا تُقْبَلُ مِنَ الْكَافِرِ.
(الثَّانِي) الْحُرِّيَّةُ : فَلَا تَجِبُ عَلَى الرَّقِيقِ؛ لأَنَّهُ لَا مَالَ لَهُ.
(الثَّالِثُ) الْمِلْكُ التَّامُّ لِلْمَالِ.
(الرَّابِعُ) النَّمَاءُ في الْمَالِ : كَالتِّجَارَةِ الَّتِي تَزْدَادُ، فَلَا زَكَاةَ فِيمَا أُعِدَّ لِلْاِقْتِنَاءِ كَالْعَقَارِ وَالْأَوَانِي
(الْخَامِسُ) كَوْنُ الْمَالِ زَائِدًا عَنْ حَوَائِجِهِ : مِنْ نَفَقَةٍ، وَمَسْكَنٍ، وَنَحْوِهِ.
(السَّادِسُ) تَمَامُ الْحَوْلِ لِلْمَالِ : وَهَذَا الشَّرْطُ فِي غَيْرِ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾
(السَّابِعُ) السَّوْمُ فِي بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ : وَهُوَ الرَّعْيُ بِلَا كُلْفَةٍ، فَإِذَا كَانَتْ مَعْلُوفَةً نِصْفَ الْعَامِ أَوْ أَكْثَرَ، فَلاَ زَكَاةَ فِيهَا.
الأصناف التي تجب فيها الزكاة :
(الْأَوَّلُ) بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ : وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ، وَتَجِبُ فِيْهَا الزَّكَاةُ بِثَلَاثَةِ شُرُوطٍ : إِذَا كَانَتْ سَائِمَةً، وَأُعِدَّتْ لِلدَّرِّ وَالنَّسْلِ، وَبَلَغَتْ نِصَابًا وَأَقَلُّ النِّصَابِ : فِي الْإِبْلِ خَمْسٌ، وَفِي الْبَقَرِ ثَلَاثُونَ، وَفِي الْغَنَمِ أَرْبَعُونَ. فَإِنْ أُعِدَّتْ لِلتَّكَسُّبِ وَالْبَيْعِ، فَهِيَ عُرُوضُ تِجَارَةٍ، تُزَكَّى زَكَاةَ تِجَارَةٍ.
(الثَّانِي) الْخَارِجُ مِنَ الْأرْضِ : مِنْ حَبٍّ وَثَمَرٍ مِمَّا يُكَالُ وَيُدَّخَرُ، ويخرج ما لايصلح للإدخار والاقتيات مثل الفواكه فلا تجب فيه الزكاة وَلَا تَجِبُ الزَّكَاةُ فِيهِ حَتَّى يَبْلُغَ نِصَابًا، وَهُوَ خَمْسَةُ أَوْسُقٍ، وَالْوَسَقُ: سِتُّونَ صَاعًا بِصَاعِ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَا زَكَاةَ فِيمَا دُوْنَهَا. وَمِقْدَارُ الزَّكَاةِ فِيهَا : الْعُشْرُ كَامِلاً فِيمَا سُقِيَ بِدُونِ كُلْفَةٍ كَالْأَمْطَارِ، وَنِصْفُ الْعُشْرِ فِيمَا سُقِيَ بِكُلْفَةٍ كَالسَّوَاقِي قال تعالى : “كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ.
(الثَّالِثُ) الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ : سَوَاءٌ كَانَتْ سَبَائِكَ أَوْ نَقْدًا أَوْ حُلِيًّا يُلْبَسُ؛ فَفِيْهَا الزَّكَاةُ لِعُمُومِ الْأَدِلَّةِ بِشَرْطَيْنِ: إِذَا بَلَغَتِ النِّصَابَ، وَمَضَى الْحَوْلُ. وَالنِّصَابُ: فِي الذَّهَبِ عِشْرُونَ دِيْنَارًا، وَيُعَادِلُ : خَمْسَةً وَثَمَانِينَ غَرَامًا؛ وَفِي الْفِضَّةِ خَمْسُ أَوَاقٍ، وَالْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمَاً إِسْلَامِيًّا، وَيُعَادِلُ : خَمْسَمِائَةٍ وَخَمْسَةً وَتِسْعِينَ غَرَامًا. وَمِقْدَارُ الزَّكَاةِ فِيهَا : رُبْعُ الْعُشْرِ. وَتَجِبُ الزَّكَاةُ فِي الْأَوْرَاقِ النَّقْدِيَّةِ، والمعدنية لأَنَّهَا بَدَلٌ عَنْ أَحَدِ النَّقْدَينِ، فَتَقُومُ مَقَامَهُ.
(الرَّابِعُ) عُرُوضُ التِّجَارَةِ : وَهِيَ مَا يُعَدُّ لِلْبَيْعِ، فَفِي قِيْمَتِهَا : رُبْعُ الْعُشْرِ إِذَا مَضَى عَلَيْهَا الْحَوْلُ؛ أَمَّا مَا يُؤَجَّرُ مِنْ عَقَارٍ وَنَحْوِهِ فَلَا زَكَاةَ فِيهِ، وَإِنَّمَا الزَّكَاةُ فِي أُجْرَتِهِ إِذَا بَلَغَتْ نِصَابًا، وَحَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ.
مصارف الزكاة حددها القرآن ولا يجوز صرف الزكاة في غير هذه المصارف التي عينها الله من كتابه الكريم قال تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [التوبة/60]
فهؤلاء ثمانية أصناف هم أهل الزكاة الذين تدفع إليهم :
الفقير : هو الذي لا يجد ما يسد حاجاته الأساسية .
المسكين : هو الفقير الذي لا يجد كمال الكفاية.
الغارمون : هم الذين تراكمت عليهم الديون.
في سبيل الله يشمل دعم الجهاد في سبيل الله.
ابن السبيل : هو المسافر الذي انقطعت به السبل ولا يملك العودة إلى بلده أو استكمال رحلته..
العاملين عليها : هم الأشخاص الذين يتم توظيفهم لجمع وتوزيع أموال الزكاة من ولى الأمر .
المؤلفة قلوبهم : الذين يُخشى من أذاهم أو أولئك الذين يتم منحهم الزكاة لجلب منفعة للمسلمين .
الرقاب : لتحرير العبيد من الرق
نسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعون الحق .