
الحلقة …(15) … السحور العائلي اجتماع الأسرة في أجواء خاصة
في كل زاوية من زوايا شهر رمضان، تتجلى روحانية خاصة، تحمل في طياتها ملامح التآلف والمودة بين الناس. هذا الشهر ليس مجرد أيام نصوم فيها، بل هو فترة زمنية تتجدد فيها العادات والتقاليد التي ترسخ قيم العطاء والتواصل. وفي كل يوم من أيامه، نأخذكم في هذه الزاوية لاستكشاف عادة اجتماعية أو عبادة تضيف إلى أجوائه لمسة من الدفء والروحانية، فتتحول إلى جزء لا يتجزأ من ذاكرة الأجيال المتعاقبة. في هذه السلسلة اليومية، سنسلط الضوء على واحدة من تلك العادات، نستعرض جذورها وأثرها في المجتمع، ونتأمل كيف تبقى حاضرة في قلوب الصائمين عامًا بعد عام.
ويُعَدُّ السحور العائلي من أجمل العادات الرمضانية التي تعكس روح الشهر الكريم وتعزز الروابط الأسرية. فهو ليس مجرد وجبة طعام، بل هو لقاء دافئ يجمع أفراد العائلة في لحظات مميزة قبل الفجر، يتشاركون فيه الحديث والضحك والدعوات الصادقة.
أهمية السحور العائلي :
يمثل السحور فرصة لتعزيز العلاقات بين أفراد الأسرة، حيث يجتمع الجميع حول مائدة واحدة وسط أجواء من الألفة والمحبة. كما أن هذا التجمع يسهم في غرس القيم الدينية لدى الأطفال، إذ يشاهدون آباءهم وهم يحثونهم على السحور امتثالًا لسنة النبي ﷺ، الذي قال: “تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً” (رواه البخاري ومسلم).
أجواء السحور العائلي :
عادةً ما يكون السحور وقتًا هادئًا، حيث يستعد الجميع ليوم طويل من الصيام. يجلس أفراد الأسرة حول المائدة ويتناولون أطعمة خفيفة ومغذية تمدهم بالطاقة خلال النهار. بعض العائلات تفضل الأطباق التقليدية مثل الفول واللبن والتمر، بينما تضيف عائلات أخرى لمساتها الخاصة إلى المائدة. وخلال هذا الوقت، تُتلى بعض الآيات القرآنية، ويتبادل أفراد الأسرة النصائح والأحاديث الروحانية.
فوائد السحور الصحية والاجتماعية :
يعد السحور من العادات الصحية المهمة، حيث يساعد على تقليل الشعور بالجوع والعطش خلال النهار، ويحافظ على مستويات الطاقة. ومن الناحية الاجتماعية، يرسخ السحور مفهوم الترابط الأسري، حيث يتعلم الأبناء أهمية الاجتماع العائلي والاستمتاع بهذه اللحظات القريبة من الفجر.
السحور.. أكثر من مجرد طعام :
يبقى السحور العائلي تجربة خاصة تحمل في طياتها مشاعر المحبة والطمأنينة، وتخلق ذكريات جميلة تمتد لسنوات طويلة. فهو ليس مجرد وجبة، بل محطة يومية تجمع القلوب وتعزز القيم وتغمر النفوس بالسعادة والبركة.
وانا رب اسره و- لله الحمد – اجتمع بعد مساء جميل نقضيه بين التراويح ، وزيارة الاهل الأصدقاء نعود جميعا لنجتمع على مائدة السحور ، ومنذ طفولتي وهذه العادة مستمرة من الاسرة الكبيرة ، ونقلها لعائلتي الصغير بحذافيرها