الحلقة …(16)… جلسات السمر الرمضانية – السهر بعد التراويح مع الأهل والأصدقاء
يأتي شهر رمضان المبارك بروحانيته وطقوسه الخاصة التي تُضفي على الحياة لمسات من الألفة والمحبة. ومن أجمل العادات التي ترافق هذا الشهر الفضيل جلسات السمر الرمضانية، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء بعد صلاة التراويح في لقاءات تمتد حتى ساعات الليل المتأخرة، وسط أجواء مفعمة بالمودة والتواصل الاجتماعي العميق.
أجواء رمضانية دافئة:
بعد يوم طويل من الصيام والإفطار مع العائلة وأداء صلاة التراويح، يبدأ الناس في الاستعداد لجلسات السمر التي تتميز بجو من الأنس والراحة، حيث تكون فرصة ذهبية لتبادل الأحاديث، واسترجاع الذكريات، وتعزيز التقارب بين الأجيال. يجتمع الأهل في المنازل أو الاستراحات، وقد تمتد اللقاءات إلى المقاهي الشعبية أو المجالس العائلية، حيث يحتسون الشاي والقهوة، ويتناولون الحلويات الرمضانية مثل الكنافة والقطايف.
سمر ثقافي واجتماعي:
لا تقتصر جلسات السمر على الأحاديث العامة فقط، بل تمتد لتشمل حلقات الذكر، والمسابقات الثقافية، وقراءة القرآن، وتبادل القصص الرمضانية، مما يجعلها وسيلة لتعزيز القيم الدينية والاجتماعية. كما يتخلل بعض الجلسات الحديث عن أمور الحياة اليومية، ومناقشة القضايا المجتمعية، ومشاركة التجارب الشخصية، مما يزيد من الترابط الأسري والتماسك الاجتماعي.
الجانب الترفيهي
لا تخلو هذه السهرات من الجانب الترفيهي، حيث يتبادل الأصدقاء والأهل الطرائف والنكت، ويشاركون في الألعاب الشعبية مثل “الكيرم” و”البلوت”، أو يتابعون البرامج والمسلسلات الرمضانية التي أصبحت جزءًا من تقاليد هذا الشهر الفضيل.
أثر جلسات السمر في تعزيز العلاقات:
تُعد هذه اللقاءات فرصة ذهبية للتواصل وتعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية، خاصة في ظل انشغالات الحياة اليومية التي قد تُباعد بين الأحبة. كما أنها تمنح كبار السن فرصة لنقل خبراتهم إلى الشباب وتعريفهم بتقاليد الماضي الجميل، مما يرسّخ القيم الأصيلة في نفوس الأجيال القادمة.
سمر رمضان عبر مراحل العمر :
وعلى المستوى الشخصي ومع تقدم العمر، تغيرت طبيعة جلسات السمر. وأنا اليوم في منتصف العقد السابع، باتت سهراتي الرمضانية تأخذ طابعًا مختلفًا. بعد صلاة التراويح، أعود إلى المنزل للجلوس مع العائلة، وأداء بعض الأعمال الصحفية، ومتابعة الأخبار. وفي بعض الأيام، أقضي وقت السمر خارج المنزل، إما في الحارة مع الإخوة والأصدقاء، أو في مناسبات السمر العديدة، لا سيما الافتراضية منها. أعتبر هذا الوقت من أهم فترات اليوم في رمضان، وأحرص على استغلاله والاستفادة منه قدر المستطاع.
ختامًا :
تمثل جلسات السمر الرمضانية محطة من محطات الألفة والمحبة في هذا الشهر الفضيل، حيث تُعزز الروابط الاجتماعية، وتُضفي على الليالي الرمضانية روحًا خاصة تعكس جمال رمضان. فلتكن هذه السهرات فرصة للتقارب، والتأمل، وتعميق الصلات بين الأحبة، حتى تبقى ذكرياتها خالدة في النفوس.
تابعونا غدا حلقة جديدة نسلط الضوء خلالها على رمضانيات: عادات تبقى وتُحيا





