
يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
أحداث غزوة بدر
كان سببها إجمالًا أن النبي ﷺ سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلًا من الشام في عيرٍ لقريش عظيمة، فيها أموالهم وتجارة من تجاراتهم، فندب المسلمين إليها ليعوضهم عمّا فاتهم من أموالهم في مكة.
علم أبو سفيان بخروج النبي ﷺ وأصحابه إليه، فبعث رجلًا إلى مكة يستنفر الناس لحماية أموالهم. فتجهّز أهل مكة سريعًا، وكانوا بين خارجٍ للقتال أو باعثٍ مكانه رجلًا.
استشار النبي ﷺ أصحابه، ثم خرج بجيشه يوم الإثنين، لثمان ليالٍ خلون من شهر رمضان، وكانوا يمتطون سبعين بعيرًا يعتقبونها، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير رضي الله عنه.
النزول في بدر
نزل النبي ﷺ قريبًا من بدر، وكان أبو سفيان قد استطاع الإفلات بالقافلة، فأرسل إلى قريش يخبرهم بأنه قد نجّاها الله، وطلب منهم العودة. لكن أبا جهل بن هشام رفض، قائلًا:
“والله لا نرجع حتى نَرِدَ بدرًا، فنقيم عليها ثلاثًا، فننحر الجزر، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القِيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدًا بعدها، فامضوا.”
مضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي، فأنزل الله المطر، فأصاب المسلمين منه ما لبّد لهم الأرض وسهّل سيرهم، بينما أصاب قريشًا ما جعلهم غير قادرين على التحرك.
خرج النبي ﷺ مسرعًا إلى الماء ونزل عند أدنى ماء من بدر، بمشورة الحُباب بن المنذر، ثم بنى الصحابة له عريشًا ليكون فيه، وذلك بمشورة سعد بن معاذ رضي الله عنه.
عندما أقبلت قريش، قال النبي ﷺ:
“اللهم هذه قريش قد أقبلتْ بخيلائها وفخرها، تحادّك وتكذّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم أحِنْهُم الغداة.”
المعركة تشتعل
دار خلافٌ كبيرٌ بين القرشيين، وكان أغلبهم يرغب في العودة، إلا أن أبا جهل أشعل فتيل الحرب. بدأت المعركة بالمبارزة، ثم تزاحف الجيشان ودنا بعضهم من بعض، واشتد القتال صباح يوم الجمعة السابع عشر من رمضان.
شاركت الملائكة في المعركة إلى جانب المسلمين، وكان شعار المسلمين يوم بدر: “أحدٌ أحدٌ”. ثم دارت الدائرة على المشركين فهُزموا شرّ هزيمة، وقُتل جماعة من صناديد قريش، على رأسهم أبو جهل، كما أُسر عددٌ من أشرافهم.
نتائج الغزوة
بعد انتهاء المعركة، أنزل الله تعالى في شأنها سورة الأنفال بأكملها، تخليدًا لهذا النصر العظيم الذي كان فاتحة عزّ وتمكين للمسلمين في المدينة المنورة.