ينبغي للصائم اغتنام أوقاته في الطاعة وعدم إضاعتها ، بما لا فائدة منها وأن ينشغل بالأعمال التي تقربه إلى الله ، ومن الأعمال الصالحة في شهر رمضان تحرى أوقات استجابة الدعاء ، في هذا الشهر الكريم ، في الليل او في النهار ، فإن من علامات الإيمان اللجوء إلى الله و الإقرار بربوبية الله وألوهية وأسمائه وصفاته
❍ فالدعاء : هو الالتجاء إلى الله وهو عبادة عظيمة وقربة وامتثالاً لأمر الله ، عن النُّعمان بن بَشِير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الدعاء هو العبادة )، ثم قرأ ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60] رواه أحمد
❍ وقال تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) سورة البقرة.
اية١٨٦
❍ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( ليسَ شيءٌ أكرمَ علَى الله من الدُّعاءِ ) رواه الترمذي
- ◄ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( من نزل به بلاء عظيم او فاقة شديدة او خوف مقلق ، فجعل يدعو الله ويتضرع اليه حتى فتح الله له من لذة مناجاته ما كان أحب إليه من تلك الحاجة التى قصدها أولاً ) الفتاوي ١/ ٢٨
- ◄ قَالَ ابْنُ حَجَرٍ العَسْقَلَانِيُّ – رَحِمَهُ اللّٰهُ -” عِلَاجُ الأَمْرَاضِ كُلِّهَا بِالدُّعَاءِ وَالِالْتِجَاءِ إِلَىٰ اللّٰهِ ، أَنْجَعُ وَأَنْفَعُ مِنْ العِلَاجِ بِالعَقَاقِيْرِ ، وَأَنَّ تَأْثِيْرَ ذَلِكَ وَانْفِعَالِ البَدَنِ عَنْهُ ، أَعْظَمُ مِنْ تَأْثِيْرِ الأَدْوِيَةِ البَدَنِيَّةِ ؛ وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْجَعُ بِأَمْرَيْنِ : أَحَدُهُمَا مِنْ جِهَةِ العَلِيْلِ ، وَهُوَ صِدْقُ القَصْدِ ، وَالآخَرُ مِنْ جِهَةِ المُدَاوِي ، وَهُوَ قُوَّةُ تَوَجُّهِهِ وَقُوَّةُ قَلْبِهِ بِالتَّقْوَىٰ وَالتَّوَكُّلِ ، واللّٰهُ أَعْلَمُ” [ فَـتْـحُ الـبَـارِي (١١٥/١٠) ]
- ◄ قال ابن القيم رحمه الله : ” فالله يبتلي عبده ليسمع تضرعه ودعاءه والشكوى إليه , ولا يحب التجلد عليه , وأحب ما إليه انكسار قلب عبده بين يديه , وتذلله له وإظهار ضعفه وفاقته وعجزه وقلة صبره , فاحذر كل الحذر من إظهار التجلد عليه , وعليك بالتضرع والتمسكن وإبداء العجز والفاقة والذل والضعف , فرحمته أقرب إلى هذا القلب من اليد للفم” .من كتاب الروح 1/259
- ◄ قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله : الدعاء يجلب الخيرات ويستدفع به البلاء وما دعى الله داعٍ إلا أعطاه ما سأله مُعجلا أو ادخر له خيرًا منه ثوابًا مؤجلا وصرف عنه من السوء أعظم منه.كرمًا منه وإحساناً وتفضلا.
- ◄ قال الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله – فالدعاء يرفع القضاء : فكم من المصائب أرتفعت بالدعاء ،وكم من نعم جلبها الدعاء. تقريب التدمرية (٤٩٦)
❍ دلت أقوال العلماء على فضل الدعاء وأهمية اللجوء لله في الشدة و الرخاء في السلم والحرب في الصحة والمرض
❍ أوقات استجابة الدعاء في شهر رمضان :
❍ ينبغي الإكثار من الدعاء في شهر رمضان في الليل أو في النهار رجاء أن يصادف ، وقت استجابة ولكن ينبغي أن تحظى الأوقات التالية بمزيد من العناية؛
❶- يوم الجمعة وفيه ساعة استجابة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الجمعة فقال : ( فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها ) .رواه البخاري ومسلم
❍ جاء في بعض الروايات عند مسلم أنها حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة ، وجاء أيضًا من حديث جابر بن عبدالله وعبدالله بن سلام أنها ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، وجاء أنها آخر ساعة من يوم الجمعة .
❷- ادبار الصلوات المكتوبة، عن أبي أمامة قال قيل يا رسول الله ( أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات ) رواه الترمذي
❸- في السجود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) رواه مسلم
❹- بين الأذان والإقامة.
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الدعاء لايرد بين الأذان والإقامة فادعوا ) رواه الترمذي (212) وأبو داود (437)
❺- دعوة الصائم حتى يفطر عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد ) رواه ابن ماجد
❍ فلا تحد بوقت معين، فطالما أنه صائم فمنذ أن يُمسك إلى أن يُفطر له دعوة مستجابة. ولم يثبت دعاء معين عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الافطار ، بل يدعو بما تيسر ويختار من جوامع الدعاء
❻- وقد كان السلف الصالح لأخر النهار في شهر رمضان وقت الغروب ، أشد تعظيماً من أوله ، لأنه خاتمة اليوم ، والموفق من وفقه الله لاستغلال هذه الساعة في الدعاء والاستغفار والتسبيح
❼- ليلة القدر خير من ألف شهر، وأنها ليلة مباركة، وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، كما قال سبحانه في أول سورة الدخان : حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
❽- المسافر مدة سفره من أسباب إجابة الدعاء؛
❍ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده ) رواه أبو داود، والترمذي وقال : حديث حسن.
❾- الثلث الأخير من الليل من أوقات إجابة الدعاء. وخاصة وقت السحر ، قال تعالى ( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) سورة الذاريات
❍ عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثُلُثُ الليل الآخرُ يقول : «مَن يَدْعُوني، فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأعطيَه؟ مَن يستغفرني فأغفرَ له». رواه البخاري .
❍ وقال كثير من المفسرين في قوله تعالى إخبارا عن يعقوب : أنه قال لبنيه 🙁 سوف أستغفر لكم ربي ) [ يوسف 98 ] قالوا : أخرهم إلى وقت السحر .
وختاما ًينبغي للمسلم أن يكون شديد الحرص على اغتنام أوقات الإجابة .




