أمِّي يا شذى ريحانِ حُبي،
يا جنّة الأشواق والأشجان،
قلبي بحُبكِ دائمُ الخفقان،
يا وردةً زانَت بوجودكِ الأكوان.
وأنا أكتب عنكِ يا أمي،
أستشعر الكلمات وهي تتوضأ من قطرات دمي أولًا…
لتسجد بعدها في محراب صدركِ الدافئ.
إرضاءً لربي، ثم لكِ يا أمي، أرفعُ
كلَّ كلماتِ الشوقِ والعشق،
وهي لكِ تخشع،
فلا يُسمع لها إلا همسٌ يهتف:
"أحبكِ يا أمي."
واليوم… صادف عيدكِ،
الحادي والعشرين من مارس 2025،
فأقول له:
عذرًا أيها العيد،
فلا عيد بعد غياب أمي،
جوهرة الأعياد.
أمِّي… ماتت.
يرحمها ربي،
ويجعل قبرها بردًا وسلامًا،
ويسقيها من نهر الجنة،
ويغمرها بنعيمٍ لا يفنى يا رحمن يا رحيم.
أمِّي… كنتِ وردةَ حياتي التي ذبُلت ورحلت،
فأيُّ عيدٍ ذاك الذي مضى؟
وأيُّ عيدٍ هذا الذي أتى بعد فقدكِ؟
بعد فراقك،
صار العيد في عيني غريبًا،
وفي قلبي… بكاءً ودعاءً رقيقًا.
يا أمي…
أنتِ التي أرضعتِني من صدركِ لبنًا ممزوجًا بحبكِ وحبِّ الحياة.
ربَّيتني، علمتني الحكمة،
كنتِ عيدي في كل صباح أستيقظ فيه على ابتسامتك.
فأين أنتِ الآن؟
ضاع العيد يا أمي،
ضاع قلبي،
وضاعت سعادتي بعدك.
انكسر قلبي،
ولا أمل في جبره…
إلا بحلمٍ أراك فيه مبتسمةً نائمةً في قبرك،
والنسيم العليل يغمر جسدك برحمةٍ من رب العباد.
أمِّي… يا فرحة الأيام،
كنتِ دوائي لجروح الزمان.
وها أنا أعيش على حكمتك،
متمسكةً بتربيتك،
لأكون -بإذن الله- ابنتك البارّة،
وأمًّا لأبنائي كما تمنيّتِ…
يا أسمى حب.
أماه… ما أقسى الرحيل،
وما أشدّ الفراق…
ستبقين أميرة الذكريات،
مهما مرَّت السُّنون.
فليس بعدكِ أمٌّ لي.
يا فاطمة العز،
يا سيدة العطاء،
لا زلتُ أعيش على روحك الطاهرة،
وأشم عبيرك،
يفوح في كل ركنٍ من حياتي.
لكن يا أمي…
ليس بعد فراقك عيد.
اللهم احفظ جميع الأمهات الأحياء،
ووفّق الأبناء لبرِّهن.
اللهم اغفر لوالديّ،
وارحمهما،
واجعل مستقرّهما الفردوس الأعلى من الجنة.





