الحلقة … (22) … العمرة في العشرة الأواخر من رمضان
تُعد العمرة في العشرة الأواخر من شهر رمضان من أعظم الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله، لما في هذه الأيام من بركة خاصة، إذ تصادف ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، حيث تتضاعف فيها الأجور، وتتنزل فيها الرحمات.
فضل العمرة في رمضان :
ثبت عن النبي ﷺ قوله: “عمرة في رمضان تعدل حجة”، وهذا يدل على عظيم فضل أداء العمرة في هذا الشهر الفضيل، وخاصة في لياليه الأخيرة التي يُكثِر فيها المسلمون من الطاعات، ويتسابقون لنيل الأجر العظيم.
أجواء الحرم المكي في العشر الأواخر:
تمتلئ أروقة المسجد الحرام بالمصلين والمعتمرين القادمين من شتى بقاع الأرض، يعيشون روحانية فريدة تملؤها السكينة والخشوع. ترتفع الأصوات بالتلبية والدعاء، ويُكثر المسلمون من الصلاة والاعتكاف، طمعًا في المغفرة والرحمة والعتق من النار.
مزايا أداء العمرة في هذه الأيام :
- مضاعفة الأجر: العمرة في رمضان عامةً، وفي العشرة الأواخر خاصةً، تحمل أجرًا مضاعفًا، وهو ما يدفع الكثيرين لأدائها.
- التعرض لنفحات ليلة القدر: أداء العمرة في هذه الأيام قد يصادف ليلة القدر، مما يجعلها فرصة عظيمة لنيل الرحمة والمغفرة.
- استغلال النفحات الإيمانية: حيث تكون النفوس أكثر تقبلاً للطاعات، والقلوب أكثر خشوعًا بسبب الأجواء الإيمانية التي تميز هذه الليالي.
- كثرة الطاعات: يحرص المسلم في هذه الأيام على الجمع بين العمرة والصلاة في المسجد الحرام، والاعتكاف، وقراءة القرآن، مما يعزز الأجواء الروحانية ويزيد من البركات.
نصائح للمُعتمرين في العشر الأواخر :
- التحلي بالصبر: نظرًا للزحام الشديد، يجب أن يكون المعتمر صبورًا ومتسامحًا مع الآخرين.
- الحرص على الدعاء: فلا يُضيِّع المعتمر فرصة الدعاء في هذه الأيام المباركة، سائلًا الله القبول والمغفرة.
- الالتزام بالآداب الإسلامية: مراعاة الآخرين، والحفاظ على النظافة، والالتزام بأدب الطواف والسعي.
- التخطيط الجيد: يُفضل أداء العمرة في أوقات يكون فيها الزحام أقل، كالساعات المتأخرة من الليل.
تجربة شخصية في العمرة الرمضانية :
في السابق، كنتُ أحرص على أداء العمرة ليلة السابع والعشرين، وهي من أكثر ليالي الشهر ازدحامًا، خاصة في مرحلة الشباب. لكن مع تقدم العمر، أصبحت أتحاشى الزحام وأتخير الوقت المناسب بعيدًا عن الذروة، فأؤدي العمرة نهارًا عندما يكون الحرم أقل ازدحامًا. وفي العشرة الأولى ، بل ربما في الخمسة الأيام في بداية الشهر ، أسأل الله القبول، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
ختاما :
العمرة في العشرة الأواخر من رمضان رحلة إيمانية فريدة، يعيش فيها المسلم أجواءً روحانية لا تُنسى، حيث تتجلى الرحمة والمغفرة، ويشعر المعتمر بالقرب من الله في أقدس البقاع وأعظم الليالي. فهنيئًا لمن أكرمه الله بهذه العبادة العظيمة، وجعلها سببًا في رفع درجاته وقبول أعماله.





