أتابع باهتمام، ومن منطلق العلاقة الوطيدة التي تجمعني بالزميل الشهم السيد يسري محمد عنتر، ما يقدّمه أبطال العمل التطوعي في محافظة كفر الشيخ، وتحديدًا بمدينة بيلا، خلال شهر رمضان المبارك. هناك، يتجلّى المعنى الحقيقي للعطاء، حيث تواصل جمعية رواد الكشافة والمرشدات – فرع بيلا، بالتعاون مع مجموعة المستقبل الكشفية والإرشادية بمركز شباب بيلا، تنفيذ مبادرتها الخيرية “إفطار صائم على الطريق”، والتي أصبحت علامة فارقة في سجل العمل الإنساني بالمنطقة.
جهود ميدانية رغم التحديات:
يقود هذه الحملة الزميل (السيد عنتر) ، رئيس الجمعية، إلى جانب القائد محمود عجيز، الأمين العام للجمعية وقائد مجموعة المستقبل، اللذين نجحا مع فريق من المتطوعين في تخطي صعوبات الطقس وبعد المسافات، للوصول يوميًا إلى مواقع متعددة داخل المدينة، حيث توزَّع وجبات الإفطار على الصائمين من المارة، والعمال، والباعة الجائلين.
ما يميز هذه المبادرة هو استهدافها لفئات غالبًا ما تُغفل في برامج الدعم، كالباعة الذين يفترشون الأرض في السوق الأسبوعي، وعمّال مزلقانات السكك الحديدية، والعابرين على الطرق العامة قبيل أذان المغرب، كما حدث مؤخرًا على طريق قرية الديبة، حيث وقف المتطوعون بابتساماتهم وأطباقهم الساخنة يقدّمون الوجبات لكل عابر، دون استثناء.
أيتام يصنعون الفارق :
ومن المشاهد الإنسانية الراقية، مشاركة نزلاء دار رعاية الأيتام بجمعية المرأة المسلمة ببيلا في عمليات التوزيع، حيث أصروا على أن يكون لهم دور فعّال، مقدمين صورة مشرّفة عن شباب المجتمع الذين آثروا العطاء على الأخذ، وفضلوا زرع البهجة في قلوب الآخرين رغم ظروفهم الخاصة.
عطاء ممتد لا يتوقف :
ورغم بعد مواقع التوزيع وتنوع المستهدفين، نجح الفريق بروح المثابرة والعمل الجماعي في تقديم نموذج يُحتذى به. كما لم تتوقف المبادرة عند توزيع وجبات الإفطار، بل امتدت لتشمل توزيع سلال غذائية ولحوم طازجة على أكثر من 30 أسرة متعففة، بدعم من فاعلي خير، بعضهم من أبناء الحركة الكشفية سابقًا، في صورة تعكس استمرارية العطاء الكشفي حتى بعد خلع البدلة الرسمية.
القيادة بالعطاء :
قائد هذه السفينة الخيرية، الزميل السيد عنتر، يؤكد دومًا أن الجمعية عازمة على مواصلة هذه المبادرة حتى نهاية الشهر الكريم، إيمانًا بأن رسالة الكشافة لا تقتصر على الأنشطة والمعسكرات، بل تتسع لتشمل كل ما يخدم الإنسان ويغرس في النفوس حب الخير والانتماء.
رمضان في بيلا هذا العام ليس كغيره من الأعوام، بل هو موسم للبذل، والتكافل، والعمل النبيل. موسم صنع فيه الكشافة وأحبابهم فرقًا حقيقيًا في حياة العشرات، وربما المئات.
هكذا يصنع الكشافة في بيلا الفرق، وهكذا يكون رمضان فرصة متجددة للخير والعطاء، لا زمن له، ولا عمر يحدّه، كما هو حال قائد المبادرة السيد عنتر الذي يواصل عطائه في عقده السابع، ليكون قدوة حيّة لكل الأجيال.
مقترحات لمبادرات قادمة فيما تبقى من شهر رمضان :
ومن واقع تجربة تمتد لأكثر من نصف قرن في ميدان العمل التطوعي، أضع بين أيدي (الزميل السيد عنتر ورفاقه) في بيلا عددًا من المبادرات التي يمكن تنفيذها في ما تبقى من رمضان، ومنها:
📌 سقيا المصلين: توزيع الماء والعصائر الباردة أمام المساجد أثناء صلاتي التراويح والقيام.
📌 كسوة العيد: تقديم ملابس جديدة أو مستعملة بحالة جيدة مع حلوى العيد ولعبة بسيطة للأطفال الأيتام والمحتاجين.
📌زيارات ميدانية: تنظيم زيارات للمرضى وكبار السن في المستشفيات ودور الرعاية، مع تقديم هدايا رمزية وكلمات دعم.
📌 “وردك لغيرك”: دعوة للمشاركة في ختم القرآن الكريم بنية ذويهم أو غير القادرين على القراءة، مع توزيع مصاحف كهدية.
📌 “افطر مع عامل“: تخصيص يوم لإفطار جماعي مع عمّال النظافة والخدمات العامة في أجواء تقدير واحترام.
وللأعوام القادمة أقترح عليهم :
📌مطبخ رمضان الجوال: تجهيز عربة متنقلة لتوزيع وجبات ساخنة في الأحياء الأشد حاجة.
📌سباق الخير: مسابقة بين الفرق الكشفية لتنفيذ مبادرات خيرية تُقيم بالأثر وعدد المستفيدين.
📌منصة إلكترونية للعمل التطوعي: تربط المتطوعين بالجهات المحتاجة والمستفيدين لتيسير التنسيق والتوزيع.
📌 السوق الرمضاني الخيري: بيع منتجات يدوية أو أطعمة منزلية يعود ريعها لصالح الأيتام والأسر الفقيرة، بمشاركة مجتمعية شاملة.





