الحلقة … (28)… ختم القرآن في رمضان لحظة خاشعة تتوّج العشر الأواخر
مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يتسابق المسلمون في مختلف بقاع الأرض إلى الخيرات، وترتفع وتيرة الطاعات، ويشتد الإقبال على صلاة القيام، طلبًا للأجر والرضوان.
وفي ليالٍ يُرجى أن تكون من ليالي القدر، تعيش الأمة الإسلامية واحدة من أسمى لحظات القرب من الله، حين يُختم القرآن الكريم في صلاة القيام.
قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيّنات من الهدى والفرقان) “البقرة: 185 “
ما الذي يُميّز ليلة ختم القرآن؟
ليلة ختم القرآن ليست مجرد نهاية لتلاوة، بل لحظة روحانية عميقة يختلط فيها الدعاء بالبكاء، والخشوع بالرجاء ، فالمصلّون، في الحرمين الشريفين وسائر مساجد المسلمين، يقفون بين يدي الله وقد أتمّوا ختم كتابه، يرجون أن تُرفع صحائفهم وقد كُتبوا من المعتوقين، وأن تُستجاب دعواتهم في خير الليالي.
في مكة والمدينة.. مشاهد إيمانية لا تُنسى:
في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وعند الكعبة المشرفة، تتعالى أصوات الدعاء بعد ختم القرآن، فتعمّ السكينة، وتغمر القلوب رهبةٌ وخشوع.
وفي المسجد النبوي الشريف، حيث الروضة الطاهرة، ترتفع الأكف بالدعاء، وتغمر النفوس الطمأنينة، في مشهد لا يشبهه شيء.
وفي العالم الإسلامي.. وحدة قلب ودعاء:
من مشارق الأرض إلى مغاربها، تتوحد مشاعر المسلمين في هذه الليلة.
تختم الجوامع الكبرى القرآن الكريم، وتُختتم معه صفحات من الاجتهاد، والصبر، والتلاوة. وتُفتح معها أبواب الرجاء، في أن يكون هذا الختم بداية جديدة، وصفحة بيضاء بين العبد وربه.
ماذا بعد الختم؟
ختم القرآن ليس نهاية، بل بداية أخرى، وفرصة لتجديد العهد مع كلام الله، والمداومة على قراءته بعد رمضان، وتذكير بأن القرآن أنزل ليُعمل به، لا ليُختم فقط.
ختاما :
نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن، الذين هم أهله وخاصته، وأن يرزقنا الخشوع في الدعاء، والقبول في الختام، والنجاة في يوم الحساب.





