الحلقة … (29) … فطور العيد… فرحة الصباح ولمّة الأحباب في السعودية والخليج والعالم الإسلامي
مع بزوغ فجر أول أيام عيد الفطر المبارك، يتهيّأ المسلمون حول العالم لاستقبال أجمل صباح في العام، صباحٌ يبدأه الناس بالتكبير والتهليل، وينتظرونه بشوق بعد ثلاثين يومًا من الصيام والعبادة.
وفي كل بيت، تبدأ ترتيبات فطور العيد من ساعات الصباح الباكر، حيث يجتمع أفراد العائلة حول مائدة مليئة بالخيرات، وأجواء مليئة بالحب والدعوات.
ففي السعودية.. التمر أول الفطور ولمّة العائلة أول الفرح :
في السعودية، تبدأ مظاهر عيد الفطر بعد صلاة العيد مباشرة، حيث يتجمّع الأهل في بيت الجد أو الأكبر سنًا من العائلة، ويبدأون فطور العيد بالتمر والقهوة السعودية، اتباعًا لسنة النبي ﷺ.
ثم تُقدّم أطباق شعبية مثل:
المفطح (اللحم مع الرز)
القرصان والجريش
وأصناف متنوعة من الحلويات مثل المعمول والكليجا ، وفي مناطق يختلف تماما لا يفضلوا اللحوم ويعوضها بالأكلات الشعبية (النواشف) والديبازه والزلابية وغيرها
الدعوات عادة تكون عائلية موسعة، وقد يفتح البعض بيته لاستقبال الجيران والمعايدين، وتُقام زيارات صباحية تُعزز صلة الرحم والتآلف.
أما في دول الخليج.. تقاليد تتنوع وقلوب تتوحد :
في بقية دول الخليج، تتقارب العادات وتتشابه الروح:
في الإمارات: يُقدَّم “الهريس” و”الثريد” و”البلاليط” ضمن وجبة الفطور، ويُوزَّع العيد على الأطفال وسط أجواء بهجة.
في الكويت والبحرين: تُحضّر وجبات العيد مبكرًا، مثل “المجبوس” و”القيمات”، وتُقام الدعوات عادة في مجالس الأعيان أو كبار العائلة.
في عمان وقطر: يجتمع الجيران والأقارب في بيت واحد ويتشاركون الفطور، وقد تُقام الولائم الكبيرة في أول أيام العيد.
و في العالم الإسلامي… فطور يعبّر عن هوية وثقافة:
من إندونيسيا إلى المغرب، تختلف مائدة العيد، لكن يجمعها معنى البهجة وفرحة اللقاء.
في بعض الدول، يكون الإفطار بسيطًا وخفيفًا، مثل الخبز والشاي، وفي دول أخرى تكون مائدة العيد مليئة بالأكلات التقليدية والحلويات الخاصة.
في مصر: البيض، الفول، والرنجة
في تركيا: البقلاوة والقهوة
في المغرب: الرغايف والشباكية
في السودان: العصيدة والويكة
في إندونيسيا وماليزيا: أطباق الأرز بالكاري وكعك العيد
الدعوات… من المائدة إلى القلب
الدعوات في صباح العيد تبدأ من الفم وتصل إلى القلب:
“تقبل الله طاعتكم، وعيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير”
دعوات صادقة تُتبادل بين الناس، تُزيل أي خلاف، وتفتح صفحة جديدة من المحبة والمغفرة.
ختاما :
فطور العيد ليس مجرد وجبة، بل لحظة فرح تُجمع فيها القلوب قبل الأيادي.
هو رمز للتواصل، ولذة الطاعة، وبداية الفرح بعد صيام شهر كامل.
ومهما اختلفت المائدة، تظل روح العيد واحدة، وفرحته تجمع المسلمين في كل مكان، وهو يبدا التجهيز له في مثل هذا اليوم عادة أو قبله بيوم





