يعيش عشاق نادي الوحدة أيامًا عصيبة، لكن الغريب في الأمر ليس وضع الفريق السيئ بحد ذاته، بل الاستسلام الكامل لهذا المصير وكأن الهبوط إلى دوري يلو أصبح قدرًا لا مفر منه! الجميع أيقن بأن النهاية باتت وشيكة، ولم يعد هناك سوى انتظار الكارثة حتى تحل، وعندها فقط ستبدأ فصول سيناريو متوقع قد يكون أشد إيلامًا من الهبوط نفسه.
لطالما كان نادي الوحدة رمزًا للصمود والقتال، لكن في هذا الموسم تحديدًا، بات واضحًا أن الفريق يسير نحو الهاوية وسط حالة من اللامبالاة، ليس فقط من اللاعبين، بل حتى من الإدارة والجماهير. سلسلة الهزائم المتكررة، الأداء الهزيل، غياب الروح، والمشاكل الإدارية، كلها مؤشرات على أن النهاية قد كتبت منذ زمن، ولم يتبق سوى إعلانها رسميًا.
مع كل جولة تمر، يصبح موقف الوحدة أكثر سوءًا، وتزداد الفجوة بينه وبين مراكز الأمان. لم يعد هناك صراع حقيقي من أجل البقاء، بل مجرد انتظار لسقوط الفأس في الرأس. فالأمل في إنقاذ الفريق بات شبه معدوم، وحتى أكثر الجماهير تفاؤلًا بدأت تتقبل الواقع المرير.
عند لحظة الهبوط، ستبدأ سلسلة من التغييرات التي قد تكون أشد قسوة من الهبوط نفسه، وأولها استقالة جماعية للمجلس الحالي، في محاولة منهم للهرب من تحمل مسؤولية ما حدث. هذا السيناريو ليس جديدًا في عالم كرة القدم، فكل الأندية الكبيرة التي مرت بهذه الظروف شهدت نفس المصير: هبوط، استقالات، فوضى، ثم محاولات مضنية للعودة.
لكن هل تكفي الاستقالة؟ بالطبع لا، فالنادي بحاجة إلى إعادة هيكلة حقيقية، وإلى إدارة تمتلك رؤية واضحة للنهوض بالفريق، وليس مجرد تغيير أسماء دون تغيير في الفكر والمنهجية.
عشاق الوحدة الذين استسلموا لهذا المصير قد يجدون في الهبوط فرصة لإعادة البناء من جديد، لكن الحقيقة أن العودة إلى دوري المحترفين ليست سهلة. فالكثير من الأندية التي سقطت عانت لسنوات طويلة قبل أن تتمكن من العودة، وبعضها لم يعد أبدًا. لذا، فإن انتظار السقوط دون أي محاولة للتغيير قد يكون خطأً قاتلًا يجعل من الوحدة مجرد فريق منسي في الدرجة الأولى.
كرة القدم لا ترحم، والتاريخ لا يرحم المستسلمين. فهل سيبقى الجميع في انتظار الفأس حتى تقع بالرأس، أم أن هناك من سيتحرك قبل فوات الأوان؟ .. الجواب ننتظر النهاية الحتمية ثم الفورة