في تجربة فريدة من نوعها، استعرضت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال افتتاح منتدى العمرة والزيارة (2025) والذي كان برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة؛ جناحًا مميزًا ضمن مشاركتها في المنتدى الذي حمل الزائر في رحلة تفاعلية ثرية تنقله من الروضة الشريفة في المدينة المنورة إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، من خلال خمس كبائن مخصصة لكل حاسة من حواس الإنسان.
وجاءت البداية مع كابينة حاسة السمع بعنوان “ترتيلُ الروح ونداءُ الإيمان”، حيث تم تعريف الزائر بالنظام الصوتي الدقيق في الحرمين الشريفين، من خلال عرض حيّ لمايكات الأئمة، ومقاطع صوتية خاشعة من آيات قرآنية وأدعية ومؤذنين، عبر جهاز آيباد موصول بسماعات رأس لإثراء التجربة السمعية.
بعدها ينتقل الزائر إلى كابينة حاسة الشم تحت عنوان “عبقٌ يليقُ بالقداسة”، حيث استُعرضت الأطياب المستخدمة في الحرمين من دهن العود وعطر الورد الطائفي وأعواد البخور، إضافة إلى عرض حيّ لعملية خلط الأطياب المستخدمة في غسل الكعبة المشرفة، في تجربة تفاعلية ينفذها فريق إدارة التطهير.
أما كابينة حاسة اللمس فجاءت بعنوان “لمسةُ طمأنينة تسري في الكيان”، وعرضت قطعًا من سجاد الحرمين وتدرج تطوره، إلى جانب قطعة من رخام التاسوس المعروف ببرودته الدائمة، وأدوات وخيوط حياكة كسوة الكعبة المشرفة، مع توضيح تفصيلي لمكونات التطريز من الحرير والفضة المطلية بالذهب.
وفي كابينة حاسة البصر “معالم .. جلالٌ يأسر الأبصار”، تم عرض مجسمات ثلاثية الأبعاد لبعض من أبرز معالم الحرمين، مثل الحجر الأسود، مقام إبراهيم، محراب ومنبر المسجد النبوي، وإطار الحجر الأسود، وقفل باب الكعبة، وسط إخراج بصري فني جذب أنظار الزائرين.
وفي المحطة الخامسة، كابينة حاسة التذوق بعنوان “رشفةٌ منه تُروي القلوب”، تم تقديم تمر العجوة وماء زمزم المبارك للزوار، إلى جانب استعراض أدوات تقليدية قديمة كانت تُستخدم في شرب وتخزين ماء زمزم، ومجسم توضيحي دقيق لبئر زمزم، يعرض عمقه ومصادر مياهه وطرق نقله إلى المدينة المنورة.
كما أُتيح للزوار الاستماع لأصوات أئمة الحرمين الشريفين والمؤذنين من خلال نظام رقمي تفاعلي يُتيح اختيار اسم الشيخ والاستماع مباشرة لتلاواته أو أذانه؛ مما أضفى طابعاً شخصياً يُقرب الزائر من روح الحرمين.
وتضمنت التجربة كذلك فعالية مميزة لتحضير ماء غسل الكعبة المشرفة حيث قام الزوار بمزج المكونات الأساسية المتمثلة في ماء زمزم، وعطر الورد، ودهن العود الفاخر، بإشراف فريق متخصص ليعيشوا لحظات تعبق بالإيمان والقداسة.
واختُتمت الرحلة بعرض قطعة ثلاثية الأبعاد تُبرز مراحل صناعة قنديل كسوة الكعبة المشرفة، من الطباعة اليدوية إلى الحشو ثم التطريز، تلاها عرض أفلام تفاعلية بتقنية 360 درجة عبر شاشة بانورامية ضخمة، في تجربة بصرية شاملة.
وفي نهاية الرحلة، قُدّمت الهدايا التذكارية للزوار، تُخلّد في الذاكرة، وتُجسد جهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن والعناية بالحرمين الشريفين.
الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قدمت بهذا الجناح نموذجًا مبتكرًا يجمع بين التقنية والتجربة الحسية، ليمنح الزائر رحلة مفعمة بالإيمان والمعرفة والتأمل.
