ضمن برنامج زيارات أئمة الحرمين الشريفين الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، أمَّ فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير جموع المصلين لصلاة العشاء في جامع السلطان محمد تكرفان الأعظم بالعاصمة المالديفية “ماليه”، مساء الخميس الماضي 26 شوال 1446هـ.
وقد رافقه في هذه المناسبة معالي وزير الشؤون الإسلامية بجمهورية المالديف الدكتور محمد شهيم علي سعيد، وكان في استقباله لدى وصوله معالي الإمام الأكبر لمسجد السلطان، الشيخ محمد لطيف علي، وعدد من المسؤولين والعلماء والدعاة.
وعقب الصلاة، ألقى فضيلة الشيخ محاضرة بعنوان “وصايا في أهم القضايا”، تناول فيها عددًا من الوصايا الشرعية الجامعة التي تعزز القيم الإسلامية وتؤصل لمنهج الوسطية والاعتدال، وتحث على لزوم الجماعة ونبذ الغلو والتطرف، والدعوة إلى التوحيد الخالص، والتمسك بمصادر الشريعة الصحيحة من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
وأكد فضيلته أن سعادة العبد وفلاحه في الدنيا والآخرة إنما تكون بالاستقامة على الدين، وحسن التأهب للقاء الله، موصيًا بصدق الإنابة ومجاهدة النفس، قائلاً: “من جعل الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره ولم يأته منها إلا ما كُتب له.”
كما شدد على أهمية إصلاح القلوب، مبينًا أن القلب هو موضع نظر الله، وصلاحه صلاح للجسد كله، داعيًا إلى تطهيره من أمراض الحسد والرياء والهوى والغفلة، ومراقبة الله في السر والعلن.
وتناول فضيلته أهمية لزوم جماعة المسلمين وتحقيق وحدة الصف، محذرًا من أسباب التنازع والفرقة، ومؤكدًا أن جماعة المسلمين إذا التزمت التوحيد الصافي والمنهج النبوي الصحيح، اجتمعت كلمتهم وقويت شوكتهم، مشددًا على أن الدعوة إلى التوحيد من خصائص أهل السنة والجماعة، وهي أساس الدين وأصل دعوة الرسل.
وأكد الشيخ البدير في ختام محاضرته على ضرورة الرجوع إلى مصادر الشريعة الموثوقة، ونبذ البدع والخرافات، والبعد عن السحر والشعوذة والتمائم، والتحذير من الاستعانة بغير الله عز وجل، مشيرًا إلى أن النجاة والفلاح تكون في تحقيق الإيمان، وإقامة الصلاة، وإصلاح ذات البين، والتحلي بحسن الخلق.
وقد حظيت المحاضرة بتفاعل واسع من الحضور الذين امتلأ بهم الجامع وساحاته، وشكروا فضيلة الشيخ على ما قدمه من موعظة بليغة ورسائل دعوية راسخة تعزز القيم الإسلامية الأصيلة.
