مع اقتراب موسم الحج وبدء توافد الحجيج صوب مكة المكرمة تتجه الأنظار نحو المملكة العربية السعودية للتعرف عما أعدته من خطط وما وضعته من برامج وما جندته من إمكانيات لتمكين حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم من أداء نسكهم بيسر وسهولة .
وبين نظرة وأخرى تظهر البحوث والدراسات التي ينفذها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة الذي أنشئ كــ " وحدة بحثية عام 1395هـ بجامعة الملك عبدالعزيز، تتولى النهوض بإحصائيات الهدي والأضاحي إلى أن أصبح مركزاً لأبحاث الحج في عام 1401هـ، وجهة استشارية فنية للجنة الحج العليا ولجميع الجهات العاملة في أبحاث الحج، حتى صدرت الموافقة السامية الكريمة بنقل المركز إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1403هـ، وربطه بلجنة إشراف عليا يترأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا –رحمه ا لله ـ " .
فكانت أولى دراساته التي انطلقت عام 1395 هــ في حصر عدد السيارات في المشاعر المقدسة التي نفذت ، فيما شهد العام التالي 1396 هــ بحث ( عن تقييم الأضاحي كميا وكيفيا 1396 هـ ) الذي يمكن القول بأنه مثل الانطلاقة الأولى لمشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي ، وفي التقرير المبدئي عن الأضاحي عام 1399هـ وصف التقري " الأضاحي والاستفادة من لحومها، حيث شمل الغرض من الذبائح وأنواعها والطرق المتبعة في الاستفادة منها، وسلوك الحجاج بخصوصها وأنواع الحيوانات المستعملة والحالات الصحية لها ونوعية اللحوم وطرق جلب هذه الحيوانات والذبح خارج المجازر " ،
وبعد صدور فتوى هيئة كبار العلماء في عام 1980، للإفادة من لحوم الهدي والاضاحي بأي وسيلة شرعية، تم العمل على إعداد وتنفيذ مشروع بناء المجزرة الحديثة بالمعيصم ، ليأتي مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والاضاحي (أضاحي) عام 1983 م كمشروع خيري غير ربحي، لأداء نسك الهدي والفدية والأضاحي وكذلك الصدقة والعقيقة والوصية نيابة عن الراغبين من المسلمين، وتوزيع لحومها على فقراء الحرم ونقل الفائض إلى المستحقين في 25 دولة عربية وإسلامية، ويتولى البنك الإسلامي للتنمية مهمة تنفيذ وإدارة المشروع .
وواصل المعهد بحوثه ودراساته فكان منها مشروع نقل الحجاج بالرحلات الترددية والذي نفذ كخطوة تجريبية أولى عام 1416 هــ لنقل حجاج مؤسسة مطوفي حجاج تركيا من مكة إلى عرفات ، ثم من عرفات إلى مزدلفة وذلك في حج عام 1416هـ ، ليتطور المشروع ويشمل الدورة الكاملة للحج بدأ من مكة المكرمة ثم منى لحجاج التروية ، ومكة المكرمة ـ عرفات ــ مزدلفة ــ منى ــ مكة المكرمة ، ويتطور المشروع ليشمل حجاج جنوب شرق آسيا ، وحجاج افريقيا غير العربية ، وايران ، ويحقق أهدافه في الحد من أعداد الحافلات وخفض نسبة التلوث نتيجة لعوادم السيارات .
فنوعية الهواء في المشاعر المقدسة خاصة مشعر منى ليست ببعيدة عن المعهد الذي نفذ دراسة بعنوان " متابعة عن نوعية الهواء في منى أثناء تأدية مناسك الحج لعام 1399هـ ، استهدفت " تقيم مستويات تلوث الهواء والضوضاء التي تنشأ في منى أثناء موسم الحج وتحقيق الملوثات ذات الأهمية الكبرى ومستويات تركيزها في الهواء " .
وقد يكون من الصعب ايراد الدراسات التي نفذها المعهد على مدى الخمسين عاما الماضية والتي لعبت دورا أساسيا في تطور الكثير من الخدمات ومنها خدمات المطوفين ، واهتم في " مسح أولي عن المطوفين لحج عام 1397 هـ " ، أهمية مؤسسات الطوافة في توفير جميع المتطلبات للحجاج بخصوص السكن ، الأكل ، المواصلات ، واعتبار ذلك مسئوليتهم التقليدية خلال موسم الحج ، كما لعب دورا بارزا في تنفيذ مشروع قطار الحرمين من خلال دراسة قدمها عام 1399 هــ تضمنت مقترحا " بشأن وضع مشروع يتضمن إختيار الحاجة والإمكانيات لإقامة خط سكة حديد بين مدينتي جدة ومكة المكرمة "
أما آخر دراسات المعهد خلال عام 1445 هــ فكانت حول " فاعلية وسائل الإعلام الجديد في دعم تعزيز الصحة لدى الحجاج وتكمن " أهميتها في تكريس مفهوم تعزيز الصحة، والدور التثقيفي والتوعوي الذي تقوم وسائل الإعلام الجديد الذي يساهم في دعم مفهوم تعزيز الصحة لدى الحجاج. وهدفت الدراسة إلى التعرف على استخدامات وسائل الإعلام الجديد لدى الحجاج، وقياس فاعلية وسائل الإعلام الجديد وتأثيراتها في دعم تعزيز الصحة على الحجاج " .
إضافة لدراسة " تعزيز البيئة الصحية الداخلية التي يرتادها الحجاج لتحسين تجربة رحلة ضيف الرحمن للأماكن المقدسة ، التي استهدفت " تقييم جودة البيئة الداخلية لأماكن إقامة الحجاج خلال مواسم 1443هـ إلى 1445هـ، مع اعتماد موسم 1440هـ كخط أساس للمقارنة، من خلال قياس المحتوى الميكروبي للأسطح والهواء، وتحليل أثر تطبيق الإجراءات الاحترازية على مستويات التلوث "
ختاما أقول إن عجلة تطوير خدمات الحجاج والمعتمرين والزوار مستمرة وستبقى كذلك لتوفير أجواء آمنة ومطمئنة لكل من قصد البيت الحرام ومسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ، حاجا أو معتمرا او زائرا ، وتحية تقدير خاصة لمنسوبي معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة على جهودهم المتواصلة للوصول إلى خدمات أفضل تتوافق وجهود الدولة المتواصلة لتطوير منظومة خدمات الحج والحجاج .
ــــــــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380 @
ahmad.s.a@hotmail.com





