وسائل النقل ابتداء من الدواب مرورا بالسفن إلى الطائرات ومنذ القدم كان لها الأثر الكبير في نقل البشر وامتعتهم من مكان إلى آخر حول العالم طلبا للتجارة والرزق أو هربا من الكوارث أو وصولا إلى مواقع العبادات والاماكن المقدسة وتعتبر وسائل النقل من أكبر النعم التي من الله بها على البشرية وسوف نرى مستقبلا ما الذي سوف يخترعه العقل البشري والذكاء الاصطناعي من وسائل نقل حديثة خارقة وسريعة وماهي الأماكن التي يمكن أن نصل اليها على سطح الكرة الأرضية أو خارجها .
وتعتبر الحافلات -الباصات- من وسائل النقل العامة والتي لها اهمية ودور كبير وفعال في نقل الناس بين المدن وداخلها وبسبب رخص ثمن ركوبها يستخدمها الناس بشكل كبير يوميا لذلك نرى كثير من الدول توفرها لشعوبها لتسهل عليهم الوصول لوجهاتهم وبأسعار رمزية وربما في بعض الأماكن والمناسبات تكون شبه مجانية أو مجانية لبعض فئات المجتمع .
والمملكة العربية السعودية منذ نشأتها كان لها دور بارز في توفير حافلات النقل الجماعي للناس في المدن الرئيسية بشكل عام وفي مكة المكرمة بشكل خاص لتسهيل نقل المصلين من وإلى المسجد الحرام ونقل ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدسة اثناء فترة الحج مما ساهم في تسهيل وتيسير اداء مناسك الحج لملايين من الحجاج وفي زمن قياسي وما زالت الحافلات تعمل في المنطقة الغربية جنب إلى جنب مع قطار الحرمين وقطار المشاعر بكل كفاءة وجودة.
وفيما يشبه الخصخصة لبعض الخدمات الحكومية ونقلها للقطاع الخاص والتي تسعى اليها المملكة في الوقت الحاضر وهي من مستهدفات الرؤية كان لبعض الشركات والمؤسسات العائلية منذ عقود مضت اساطيل من اللواري والحافلات لنقل الحجاج وامتعتهم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة تحت إشراف وإدارة النقابة العامة للسيارات وبالتعاون مع بقية الادرات الأخرى المعنية بالحج ومؤسسات الطوافة فلهم من الدولة الاجرة ولهم من الله الأجر والثواب على ما بذلوه ويبذلونه في خدمة ضيوف الرحمن والتي تفخر بها المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا .
ومن المعلوم لدى الجميع وخاصة لدى الوزارات التي لها باع وذراع وشأن عظيم في مواسم الحج والعمرة ان هناك الكثير من الحافلات القديمة جدا قد خرجت من الخدمة وتم استبدالها بحافلات جديدة او توقف عمل الشركة وهذه الحافلات القديمة تم تخزينها في بعض المستودعات والبعض منها ما زال ملقى في بعض الأماكن العامة وأصبحت مأوى للحيوانات والهوام وضارة للبيئة وتؤدي إلى تشوه بصري، فلماذا لا يعاد تدويرها ليستفاد منها؟ .
رسالة إلى الجهات ذات العلاقة بدراسة إعادة تدوير وتحويل بعض تلك الحافلات القديمة إلى عربات وجبات سريعة( فود تراك) وكافيهات متنقلة دائمة وكافيهات موسمية لفترة الحج والبعض يمكن استخدامه كمنظر جمالي بعد تزيينه وإضائته ووضعه في الطرقات بين المشاعر المقدسة وفي الطريق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، فبعض الدول تضع قطاراتها وبعض طائراتها القديمة في الأماكن العامة كمنظر جمالي وحفظ لتاريخها الذي ساهم في بناء تلك الدول منذ نشأتها حتى أصبحت من مصاف الدول المتقدمة.
استخدام الحافلات القديمة كمنظر جمالي بعد طلائها وتزينها برسومات تحكي الزخارف الإسلامية أو الزخارف السعودية هو أجمل وأفضل من اضاءة بعض الصخور في بعض الأماكن العامة، وان استخدام تلك الحافلات القديمة بعد تجهيزها في تقديم الطعام والمشروبات أفضل وأجمل مما نراه حاليا في بعض عربات الوجبات التي تم صناعتها بشكل وحجم عشوائي وبشع، إن عادة تدوير تلك الحافلات ربما يفتح مجال وظائف جديدة لبعض الشباب الطموح.
احيانا يكون التفكير داخل الصندوق والاستفادة مما هو موجود أفضل من التفكير خارج الصندوق واستيراد أفكار معلبة وجاهزة من صناديق الآخرين.





