ما شهدناه في الوسط الكشفي خلال الأيام القليلة الماضية ليس أمرًا عابرًا، بل لحظة استثنائية حبست الأنفاس، وأيقظت المشاعر، وجعلتنا نعيد التأمل في قيمة الوفاء العربي حين يكون صادقًا، وعابرًا لكل الحسابات.
لقد رأينا، بوضوح لا يحتاج إلى تفسير، كيف احتشد الكشافة من كل بلد واتجاه، معلنين دعمهم الكامل للكويت في ملف استضافة مؤتمر منظمة الصداقة العالمية 2027. لم يكن دعمًا شكليًا ولا مجرد بيانات مجاملة… بل كان صوت قلب عربي واحد، يهتف باسم الكويت من المحيط إلى الخليج.
وإنه لأمر مذهل حقًا أن تظهر هذه الصورة العفوية الراقية بهذا النقاء، وهذا الاتساق، وهذا الحجم، حتى أنني أقول وبكل يقين: لو أن كبرى وكالات العلاقات العامة اجتمعت لتصنع هذه الصورة، لما استطاعت أن تُنتجها بهذا الصدق، ولا بهذه الجودة. لأن ما حدث لم يُكتب في نص، بل كُتب في القلوب.
وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر والعرفان للوسط الكشفي العربي، الذي عُرف بالوفاء، وتُوّج بهذه الوقفة النبيلة تجاه الكويت. إن هذه الالتفافة الصادقة لا تزيد الحركة الكشفية العربية إلا تماسُكًا، ولا ترفعها إلا رقيًّا، ولا تعكس إلا نقاء معدن رجالاتها، ممن يُراهن عليهم في المواقف الحاسمة.
والفضل – بعد الله – يعود للقائمين على الكشافة الكويتية، الذين استطاعوا بعملهم وخلقهم وحضورهم المتزن، أن يصنعوا للكويت هذه المكانة في نفوسنا جميعًا. وعلى رأسهم العزيز الدكتور عبدالله الطريجي، الذي يقود المرحلة بثقة الحكيم وهدوء الواثق.
وفي حالة الفوز – بإذن الله – سترون العجب كما عودتنا الكويت دائمًا. فهذه المحبة التي رأيناها هي شهادة الناس، وهم شهداء الله في أرضه. وما يُقال في مثل هذه اللحظات لا يُفتعل، بل يخرج من أعماق التجربة، ومن رصيد طويل من الإخلاص والبذل والعلاقات الأصيلة.
فشكرًا للكويت، وشكرًا لكشّافتها، وشكرًا لكل قلب عربي نطق بمحبة صادقة. وسيروا في طريقكم، فأنتم على حق، والتوفيق بإذن الله حليفكم.
هذا علمي… وسلامتكم.





